نور الأسبوع:الشهادة في فكر الإمام الخميني قدس سره ((ربيع الأول))
بسم الله الرحمن الرحيم
الشهادة في فكر الإمام الخميني قدس سره
المناسبة: ذكرى شهادة القادة
--------------------------------------------------------------------------------
يقول الله تعالى في محكم آياته : ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُون﴾ إن الشهادة في سبيل الله تعالى هي إحدى الطرق للوصول إلى رضا الله والقرب منه، ومعنى الشهادة أن يقتل الإنسان في سبيل هدف سامٍ ونبيل في طاعة الله عز وجل. وعند الحديث عن الشهادة في فكر الإمام الخميني الراحل قدس سره وخطه المبارك، فلا بد من الإشارة إلى العديد من العناوين الأساسية التي أشار إليها رضوان الله تعالى عليه، ومنها أجر الشهيد، وكيف يصل الإنسان لمقام الشهادة في سبيل الله تعالى.
أجر الشهيد :
ينطلق الإمام الخميني قدس سره في حديثه عن أجر الشهداء من الحديث المشهور عن الرسول الأكرم صلّى الله عليه و آله: "فوق كل ذي برّ برّ حتى يقتل في سبيل الله، فإذا قتل في سبيل الله فليس فوقه بر...". فيقول قدس سره: "نحن والكتّاب والخطباء والبلغاء , إذا أردنا إحصاء قيمة وأجر عمل الشهداء والمجاهدين في سبيل الله وتضحياتهم وسعة نتائج شهادتهم، لابد أن نعترف بالعجز، فما بالنا إذا أردنا إحصاء المراتب المعنوية والمسائل الإنسانية والإلهية المرتبطة بالشهادة، هنالك العجز والتواني بلا ريب", وكما يقول الإمام قدس سره: "لا يمكن للألفاظ والتعابير وصف أولئك الذين هاجروا من دار الطبيعة المظلمة نحو الله تعالى ورسوله الأعظم وتشرفوا في ساحة قدسه تعالى".
فلسفة الشهادة :
يخال البعض أن الشهادة هي خسارة وثغرة تفتح في جسد الأمة، لأن فقدان جيل الشباب على الجبهات خسارة للجيل النامي في الأمة، إلا أن المسألة تكون كذلك لو كان الهدف من الجهاد أن نحافظ على أنفسنا فحسب، وحينما نفقد أنفسنا نكون قد خسرنا المعركة وحلت علينا الهزيمة، ولكن الهدف من الجهاد، هو تحقيق الهدف الإنساني الأكبر الذي يريده الله تعالى من الإنسان، وهو الوصول إلى طاعة الله تعالى، من خلال أداء التكليف الإلهي بحفظ كرامة الأمة وأعراض المسلمين ومقدساتهم، ويقول الإمام الخميني قدس سره عن هذه المسألة: "أنتم غلبتم أهواءكم، أنتم في خلف الجبهات وإخوانكم في الجبهات، جاهدتم أنفسكم وعلمتم أن الحياة أبدية وأن هذه الحياة الحيوانية المادية زائلة، فأنتم إذن منتصرون وما دامت هذه عقيدتكم فأنتم الغالبون حتى ولو انهزمتم صورياً ومادي" ويقول قدس سره:"يجب أن يعلم عملاء أمريكا أن الشهادة في سبيل الله لا يمكن أن تقاس بالغلبة أو الهزيمة في ميادين القتال، مقام الشهادة نهاية العبودية والسير والسلوك في العالم المعنوي.."
كيف تكون شهيداً؟
لا شك أن الشهادة نعمة إلهية يمنحها الله سبحانه وتعالى، ولا يقدر عليها الإنسان بنفسه , يقول الإمام الخميني قدس سره: "إن الاستشهاد بالنسبة لنا فيض عظيم" ولكن هذا لا يعني أن الله سبحانه وتعالى يمنحها لأي كان، وبشكل عشوائي، يقول الإمام الخميني قدس سره: "الشهادة هدية من الله تبارك وتعالى لمن هم أهل له" , فعلى الإنسان أن تتوفر فيه صفات الشهيد ويكون أهلاً للشهادة حتى يمن الله تعالى عليه بها ومن هذه الشروط:
1- الزهد في الدنيا: وقد أكد الإمام الخميني قدس سره على ذلك في كلماته: "إن الدنيا بجميع بهارجها واعتباراتها هي أقل بكثير من أن تكون جزاءً ورتبة للمجاهدين في سبيل الله".
2 -الارتباط بمدرسة عاشوراء : إلى ذلك يشير الإمام الخميني قدس سره في كلماته: "نحن لا نبالي إذا سكبت دماء شبابنا الزاكية في سبيل الإسلام، لا نبالي إذا أضحت الشهادة ميراثاً لأعزائنا، إنه الأسلوب المرضي المتبع لدى شيعة أمير المؤمنين عليه السلام منذ ظهور الإسلام إلى اليوم".
3 -الارتباط بالشهداء: الارتباط بالشهداء يقرب روحية الإنسان من روحيتهم، حتى يصير واحداً منهم جاهزاً لتلقي هذا الفيض الإلهي الذي تلقوه، وهو الشهادة. وقد أكد الإمام الخميني قدس سره في الكثير من المناسبات،" أن الشهداء يعتبرون قادة المسيرة، وأنهم المعلمون في دنيا الجهاد، وعلينا أن نستفيد منهم"
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين