رسالة الشهيد الصدر لتلامذته عند انتصار الثورة الإسلامية ((ربيع الثاني))
بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة الشهيد الصدر قدس سره لتلامذته عند انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية
المناسبة: استشهاد السيد محمد باقر الصدر قدس سره وشقيقته بنت الهدى
--------------------------------------------------------------------------------
نتوجه بأحرّ التعازي لصاحب العصر والزمان, ولولي أمر المسلمين السيد القائد الخامنئي دام ظله وللأمة الإسلامية بمناسبة ذكرى استشهاد السيد محمد باقر الصدر قدس سره الذي نعاه الإمام الخميني قدس سره بقوله: "الشهادة تراث ناله أمثال هذه الشخصيّات العظيمة من أوليائهم، والجريمة والظلم أيضاً تراث ناله أمثال هؤلاء -جناة التاريخ- من أسلافهم الظلمة. فلا عجب لشهادة هؤلاء العظماء الذين أمضوا عمراً من الجهاد في سبيل الأهداف الإسلاميّة، وإنّما العجب أن يموت مجاهدو طريق الحق في الفراش دون أن يلطِّخ الجناة أيديهم الخبيثة بدمائهم"(1) .
وقد عُرف عن الشهيد السعيد مواقف جريئة منها:
1- أنّه أصرّ على تلامذته حضور درس الإمام الخميني قدس سره.
2- زياراته الجريئة للإمام الخميني قدس سره في ذلك الجوّ الإرهابي.
3- أنّه عطّل درسه وأخذ يكرّس وقته وجهده وخطابه وقلمه لصالح الثورة الإسلاميّة.
5- أنّه دعا أنصاره إلى التظاهر مساندةً للثورة الإسلاميّة حيث رفعوا فيها صور الإمام الخميني.
6- أنّه كتب رسالة إلى تلاميذه المهجرين، يقول فيها:
" أولادي و أعزائي حفظكم الله بعينه التي لا تنام.
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.
أكتب إليكم في هذه اللحظات العظيمة التي حقّق فيها الإسلام نصراً حاسما وفريداً في تاريخنا الحديث على يد الشعب الإيراني المسلم وبقيادة الإمام الخميني دام ظله وتعاضد سائر القوى الخيّرة والعلماء الأعلام وإذا بالحلم يصبح حقيقة وإذا بالأمل يتحقق وإذا بالأفكار تنطلق بركاناً على الظالمين لتجسّد وتقيم دولة الحق والإسلام على الأرض وإذا بالإسلام الذي حبسه الظالمون والمستعمرون في قمقم يكسر القمقم بسواعد إيرانيّة فتيّة لا ترهب الموت، ولم يثن عزيمتها إرهاب الطواغيت، ثم ينطلق من القمقم ليزلزل الأرض تحت أقدام كل الظالمين ويبعث في نفوس المسلمين جميعاً في مشارق الأرض ومغاربها روحاً جديدة وأملاً جديد.
إن الواجب على كلّ واحد منكم وعلى كلّ فرد قدّر له حظّه السعيد أن يعيش في كنف هذه التجربة الإسلامية الرائدة أن يبذل كل طاقاته وكلّ ما لديه من إمكانات وخدمات ويضع ذلك كله في خدمة التجربة فلا توقف في البذل والبناء (لأجل الإسلام)، ولا حدّ للبذل، والقضية ترتفع رايتها بقوّة الإسلام، وعمليّة البناء الجديد بحاجة إلى طاقات كلّ فرد مهما كانت ضئيلة.
ويجب أن يكون واضحاً -أيضاً- أنّ مرجعيّة السيّد الخميني دام ظله التي جسدت آمال الإسلام في إيران، اليوم لا بدّ من الالتفاف حولها والإخلاص لها وحماية مصالحها والذوبان في وجودها العظيم بقدر ذوبانها في هدفها العظيم وليست المرجعيّة الصالحة شخصاً وإنما هي هدف وطريق وكل مرجعيّة حققت ذلك الهدف والطريق فهي المرجعية الصالحة التي يجب العمل لها بكل الإخلاص.
والميدان المرجعي أو الساحة المرجعية في إيران يجب الابتعاد بها عن أيّ شيء من شأنه أن يُضعف أو لا يساهم في الحفاظ على المرجعيّة الرشيدة القائدة.
أخذ الله بيدكم وأقرّ عيونكم بفرحة النصر وحفظكم سنداً وذخراً والسلام عليكم يا أحبتي ورحمة الله وبركاته".
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
--------------------------------------------------------------------------------
(1)- مما جاء في بيان نعي الإمام الخميني قدس سره بعد استشهاد السيد الصدر وأخته الشهيدة بنت الهدى رضوان الله عليهما، سنوات المحنة وأيام الحصار، الشيخ محمد رضا النعماني، ص329.