صدى الولاية 82 - شهر صفر1431 هـ ((العدد 82))
مواقف خالدة
في قضية المرأة نحن لا ندافع عن أنفسنا
من مفاخر نظام الجمهورية الإسلامية وبفضل سيادة الإسلام في هذا البلد، تمكنت النساء من المشاركة العلمية والتعبير عن أنفسهن والرقي في سُلَّم التميّز والنجاح. ولهذا في قضية المرأة نحن لا ندافع عن أنفسنا حيال الإدعاءات الغربية، وإنما نهجم، وعلى الغرب وليس الإسلام الدفاع عن نفسه فيما يتعلق بقضية المرأة. الإسلام يمنح المرأة شخصيتها، وهذا خلاف ما كان دوماً في الأنظمة الطاغوتية حيث ينظرون للمرأة نظرة مختلفة. حينما يريد الإسلام عرض نموذج أمثل للمؤمنين يأتي بامرأة لتكون هذا النموذج: ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا إمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ﴾ هذا هو المثال الأول: ﴿وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ﴾ المثال الثاني، امرأتان هما النموذج الأمثل للذين آمنوا. وللذين كفروا أيضاً هناك نموذجان نسويان: ﴿إمْرَأَةَ نُوحٍ وَإمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا﴾، أي إنه يجعل المرأة محوراً وعبرة ومرآةً لا للنساء فقط بل للمجتمع كله. هذا ردّ على تلك النظرة التحريفية التي كانت موجودة عن المرأة، والتي كانت خاطئة على الدوام.
المجتمع الإسلامي بعد رحيل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
يحظى أهل البيت عليهم السلام بالاحترام والقبول لدى جميع المسلمين، وكانوا في ذلك العصر يلقون غاية التكريم والمحبة. ولكن في الوقت ذاته حينما يصبح المجتمع خاوياً تقع مثل حادثة كربلاء. تكمن العبرة في ما ينبغي عمله لكي لا ينزلق المجتمع إلى مثل ذلك المآل. وهذا ما يوجب علينا فهم الظروف التي ساقت المجتمع إلى تلك النهاية:
ركائز بنية النظام النبوي:
أولاً وكمقدّمة أرسى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أُسس نظام يقوم على عدّة ركائز.. تعتبر أربعة منها الثقل، وهي:
الأول: المعرفة المتقنة الخالية من الغموض في شؤون الدين، ومعرفة الأحكام، والمجتمع، والتكليف، ومعرفة اللّه والرسول، ومعرفة الطبيعة. وهذه هي المعرفة التي انتهت إلى تراكم العلوم وبلغت بالمجتمع الإسلامي في القرن الرابع للهجرة ذروة المدنية والحضارة العلمية، فالرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم لم يترك أي إبهام وغموض.
الثاني: العدالة المطلقة التي لا محاباة فيها، أي العدل التام فيما يتعلق بعامة الناس ويجب تقسيمه بينهم. وكذا العدالة في تطبيق حدود اللّه، وفي توزيع المناصب وتفويض المسؤوليات، وتحمل المسؤولية.
الثالث: العبودية الخالصة لله والخالية من أي شرك، أي العبودية للّه في العمل الفردي، العبودية في الصلاة حيث يجب أن يكون فيها قصد التقرب إليه، وكذلك العبودية له في بناء المجتمع وفي النظام الحكومي وفي نظام الحياة، والعلاقات الاجتماعية بين الناس.
الرابع: المحبّة الغامرة والعاطفة الفياضة. وهذه من السمات الأساسية للمجتمع الإسلامي.. حبُّ اللّه، وحبّه تعالى للناس ﴿يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ﴾، ﴿إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾، ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ﴾، والأعظم هو حب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته.. قال تعالى: ﴿قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾.
لقد رسم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هذه الخطوط العريضة وأرسى ركائز المجتمع على أساسها، ووضع معالم الحكومة عشر سنوات على هذا المنوال. وبذل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قصارى جهده على امتداد هذه السنوات العشر لترسيخ تلك الأُسس، والعمل على مد تلك الجذور في أعماق الأرض.
مَن نشأ في تلك الحالة يمكن أن يصلُح ويُهذّب على مدى عشر سنوات ويمكن إدخاله في الإسلام، ولكن لا يمكن غرس هذه القيم والمفاهيم في أعماق نفسه إلى الحد الذي يجعل لديه القدرة على إيجاد نفس هذا التأثير على الآخرين.
دخل الناس في الإسلام أفواجاً أفواجاً، ودخل في الإسلام أناس لم يعايشوا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولم يدركوا تلك السنوات العشر معه صلى الله عليه وآله وسلم.
وهنا تتجلّى أهمية مسألة الوصية التي يعتقد بها الشيعة، ويكمن منشأ الوصية والنص الإلهي، من أجل استمرارية نهج الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من بعده.
وأما عن الوقائع التي جرت من بعد رحيل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، فما الذي حدى بالمجتمع الإسلامي خلال تلك الخمسين سنة للنكوص عن تلك الحالة إلى هذه؟
من البديهي أن البناء الذي بناه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ما كان لينهار بهذه السهولة، ولهذا نلاحظ أن بعد رحيل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، استمرت عامة الأمور ـ باستثناء قضية الوصية ـ على ما كانت عليه. فكانت العدالة في وضع حسن، والذكر في حالة حسنة، والعبادة على ما يرام. بيد أن ذلك الوضع لم يدم طويلاً، فكلما كان الوقت يمضي كان المجتمع الإسلامي ينحدر تدريجياً صوب الضعف والخواء.
ورد عن الإمام الصادق عليه السلام انه قال: "لما قتل الحسين عليه السلام اشتد غضب الله على أهل الأرض" وذلك لأنه إمام معصوم. ويفهم من هذا أن المجتمع الذي ينال النعمة الإلهية قد يسير في اتجاه يجلب عليه غضب اللّه. ولهذا يجب توقّي أقصى درجات الدقّة والحذر في المسير، وهو أمر عسير طبعاً ويستلزم الانتباه واليقظة.
كيف كان الخواص على امتداد هذه السنوات الخمسين بحيث وصلت الأمور إلى هذا الحد؟ حينما نُدقق النظر في أحداث وظروف ذلك العصر نُلاحظ أن هذه الركائز الأربعة: العبودية، والمعرفة، والعدالة، والمحبة.. قد تزعزعت، كما وردت الأمثلة في التاريخ.
وصايا ولائية
التعبئة رمز الصمود والبقاء والعزة الوطنية (26/11/2009)
اعتبر سماحة الإمام السيد علي الخامنئي دام ظله، أن قوات التعبئة هي رمز الصمود والبقاء والعزة الوطنية ناصحاً وسائل الإعلام والنشطاء السياسيين والمسؤولين بالابتعاد عن الخلافات الهامشية وغير المبدئية مؤكداً: أن الأولوية الرئيسة في البلاد اليوم مواجهة الحرب الناعمة للعدو التي تهدف إلى بث الريبة والتفرقة والتشاؤم بين أبناء الشعب وأن أهم سبل مواجهة هذا الهجوم هو حفظ وتقوية البصيرة والروح التعبوية والأمل الكامل في المستقبل.
وأكد الإمام دام ظله على ضرورة تقوية وتعميق تأثير التعبئة وقال: ما دامت التعبئة موجودة فلا شيء يهدد النظام الإسلامي وأن هذا الأمر ركن أساسي.
واعتبر سماحته معرفة العيوب والنواقص والآفات وكذلك التنبؤ اللازم من أجل المزيد من التقدم بأنها ضرورة للتعبئة مؤكداً: نظراً لهزيمة الاستكبار في المواجهة الصعبة مع النظام الإسلامي في العقد الأول من الثورة فإن العدو وضع الآن الحرب الناعمة على جدول أعماله ولذلك فإن الأولوية الرئيسة اليوم هي المواجهة مع الحرب الناعمة.
وفي معرض تبيينه للحرب الناعمة أوضح سماحته قائلاً: العدو يسعى في الحرب الناعمة إلى بث الريبة والتشاؤم والتفرقة بين أبناء الشعب مستفيداً من الوسائل الثقافية والاتصالات المتطورة ومن خلال بث الشائعات والأكاذيب والاستفادة من بعض الذرائع.
واعتبر الإمام الخامنئي دام ظله القضايا التي تلت الانتخابات الرئاسية بأنها أنموذج من هذا الأسلوب وقال: خلال طرح هذه القضايا بثوا الريبة والتفرقة بذريعة الانتخابات كي يوقعوا بين الناس أنفسهم وبين الناس والمسؤولين ويدخلوا عناصرهم المغرضة والخائنة والمدربة في هذه الأجواء المشحونة والعكرة للقيام بالأعمال المخربة لكنهم لم يصلوا إلى نتيجة بسبب بصيرة الشعب.
وأضاف الإمام الخامنئي دام ظله: إن نصيحتي إلى أبنائي التعبويين هي الحفاظ بقوة على الدوافع والإيمان والأمل بالمستقبل بالإضافة إلى المراقبة الشديدة.
وقال سماحته دام ظله: فليعلم أولئك الذين يريدون مواجهة النظام الإسلامي والدستور والحركة الشعبية العظيمة بإشارة وتشجيع وابتسامة العدو، فليعلموا أنهم يضربون رؤوسهم بالحجر وأن جهدهم بلا جدوى.
مثيرو الفتن عاجزون عن الوقوف بوجه عظمة النظام الإسلامي(14/12/2009)
اعتبر سماحة آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي دام ظله في تصريحات مهمة للغاية على أعتاب شهر محرم الحرام، اعتبر التبليغ الصحيح بأنه عنصر مهم للتوعية وتحديد الأطر في المجتمع خاصة في زمن الفتنة منوهاً إلى الأحداث التي تلت الانتخابات الرئاسية ولاسيما الخطوة الأخيرة التي اعتمدها أعداء الشعب الإيراني المتمثلة في الإساءة لقدسية الإمام الخميني قدس سره.
وأضاف: إنَّ هذا الصرح القويم (الثورة الإسلامية) ذا الهندسة الإلهية الذي أرساه رجل الهي ويواصل حياته بإسناد شعب الهي سيبقي قويما وإنَّ أهداف معارضيه لن تري النور.
وأوضح الإمام الخامنئي دام ظله أن هذه الإساءة الكبيرة، جاءت نتيجة انتهاك القانون والركون إلى تشجيع وسائل الإعلام الأجنبية مضيفاً أنه في الوقت الحاضر الذي قد حدثت هذه الأخطاء فإنهم يلجئون إلى اختلاق الذرائع والمبررات للتستر على هذه الأعمال غير القانونية.
واعتبر سماحته دام ظله أن العدة القليلة التي تجرأت بالوقوف أمام النظام بفعل خطابات وحركات بعض الأفراد هم بمنزلة الصفر أمام عظمة الشعب الإيراني مؤكدا أن هذا النظام هو نظام الهي حيث أن الباري تعالى وطوال ثلاثين عاما الماضية أغدق هذا النظام الإسلامي بنعمه وتفضله وأحاطه بدعمه موضحا أنه لو بقينا مع الله سبحانه فإنه بالتأكيد سيبقى معنا أيضا.
وأضاف: إنَّ أعداء النظام الإسلامي والطامعين الذين يبغون الهيمنة على العالم بمنطقهم المغلوط سيتلقون وبكل تأكيد صفعة من شعبنا والشعوب المستقلة.
وأكد سماحته دام ظله أن أعداء الشعب الإيراني والنظام الإسلامي هم كالزبد على الماء مصيرهم إلى الزوال ولكن ما يبقى هو أصل النظام الإسلامي.
أجوبة الولي
ضرورة الحافز الإيماني والبصيرة في الحركة في أي كفاح
س: ما هي أهم الأمور التي يحتاجها الشباب في أي كفاح؟
ج: الكفاح الصحيح والمنطقي والمعقول وفي نفس الوقت الحاسم، يحتاج إلى عدة أمور:
منها: الحافز النابع من الإيمان، فلا يمكن بالدساتير فرض الصمود في الميدان على الشباب، يجب أن تتدفق المحفزات من القلب، وأن تكون نابعة من الإيمان، هذا شيء متوفر لدى شبابنا اليوم بالحد الكافي، شبابنا اليوم لديهم دوافع أكثر من الشباب الذين كانوا في السنة التي هجم النظام البهلوي العميل لأمريكا على شبابنا في الشوارع وضرّجهم بالدماء، ولا أقل من اليوم الذي توجّه فيه عدد من الشباب واحتلوا السفارة الأمريكية. بل لو وقع اليوم حدث مثل الحرب المفروضة لكان تدفق الشباب على الجبهات وتطوعهم لمواجهة العدو العلني المهاجم أكبر.
العنصر الآخر الضروري هو البصيرة، ففي الواقع البالغ الأهمية للعالم اليوم تحتاج أية حركة عامة إلى بصيرة عامة. وطبعاً إن بصيرة شبابنا اليوم أشد يقيناً من بصيرة الشباب في مطلع الثورة وأثناء الثورة. كثير من الأمور كان يجب أن نشرحها ونبيّنها للشباب يوم ذاك، لكن شبابنا اليوم يدركون هذه الأمور، فالبصيرة عالية. ومع ذلك أشدّد على البصيرة.
حول القائد
كتاب: ثورة عاشوراء
رؤية جديدة لثقافة ثورة الإمام الحسين عليه السلام
هذا الكتاب عبارة عن جمع محاضرات وخطب عاشورائية لسماحة الإمام القائد الخامنئي }، كان قد ألقاها على مدى 18 عاماً بمناسبة عاشوراء ومناسبات أخرى، وقد جمعت وبوّبت على أساس موضوعي، في 328 صفحة.
مراجعة وتعليق وتدقيق: السيد علي عاشور.
الطبعة: الأولى سنة 2008م.
الناشر: مؤسسة التاريخ العربي، بيروت - لبنان.
إرشادات الولي
أهم خصائص الصلاة
ثمة في الصلاة ثلاثة خصائص رئيسية تعزز دورها الأفضل في تهذيب النفس وتربية الإنسان روحياً:
الخصوصية الأولى هي أن الصلاة بالشكل المحدد لها في الإسلام، أي هذه الحركات والأذكار الخاصة تدعو المصلّي بشكل طبيعي للبعد عن الذنوب والتلوث بها.
الخصوصية الثانية هي أنها تحيي لدى الإنسان روح العبودية والخضوع أمام الباري تعالى الذي يمثل المحبوب الحقيقي والفطري لكل إنسان.
والخصوصية الثالثة هي أنها تهدي لروح المصلي وقلبه الطمأنينة والسكون الذي يعد الشرط الرئيس للنجاح في كل ميادين الحياة، وتعالج فيه حالة التزلزل والاضطراب التي تعتبر عقبة كبيرة في سبيل المبادرات الجادة للتربية الأخلاقية.
الإنسان معرض لارتكاب مختلف أنواع الذنوب، فإذا أراد الفلاح، فبمقدور الصلاة أن تعوض له، يقول تعالى: }أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات{.
الصلاة نور يبدد الظلمات ويمحو المساوئ ويغسل آثار الذنوب عن القلب. قد يتعرض الإنسان لكل صنوف الأدران والتلوث، ولكن إذا التزم بالصلاة فسوف تبقى هذه النورانية فيه ولن تجد المعاصي فرصة للتغلغل إلى أعماق روحه.
فقه الولي
استعمال الآلات الموسيقية في العزاء
س: هل تجب رعاية حقوق الدولة في الأملاك العامة وحقوق الملاك في الأملاك الخاصة في بلاد الكفر؟ وهل تجوز الاستفادة من الإمكانيات الموجودة في المراكز التعليمية في غير الموارد التي تجيزها المقرّرات القانونية لتلك المراكز؟
ج: لا فرق في وجوب مراعاة احترام مال الغير، وفي حرمة التصرّف فيه بغير إذنه بين أملاك الأشخاص وبين أموال الدولة، مسلمة كانت أو غير مسلمة، ولا بين أن يكون ذلك في بلاد الكفر أو في البلاد الإسلامية، ولا بين كون المالك مسلماً أو كافراً، وبشكل عام تكون الإستفادة والتصرّف غير الجائز شرعاً في أموال وأملاك الغير، غصباً وحراماً وموجباً للضمان.
رجوع
23-01-2010 عدد القراءات 56
صدى الولاية 82 - شهر صفر1431 هـ ((العدد 82))
مواقف خالدة
في قضية المرأة نحن لا ندافع عن أنفسنا
من مفاخر نظام الجمهورية الإسلامية وبفضل سيادة الإسلام في هذا البلد، تمكنت النساء من المشاركة العلمية والتعبير عن أنفسهن والرقي في سُلَّم التميّز والنجاح. ولهذا في قضية المرأة نحن لا ندافع عن أنفسنا حيال الإدعاءات الغربية، وإنما نهجم، وعلى الغرب وليس الإسلام الدفاع عن نفسه فيما يتعلق بقضية المرأة. الإسلام يمنح المرأة شخصيتها، وهذا خلاف ما كان دوماً في الأنظمة الطاغوتية حيث ينظرون للمرأة نظرة مختلفة. حينما يريد الإسلام عرض نموذج أمثل للمؤمنين يأتي بامرأة لتكون هذا النموذج: ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا إمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ﴾ هذا هو المثال الأول: ﴿وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ﴾ المثال الثاني، امرأتان هما النموذج الأمثل للذين آمنوا. وللذين كفروا أيضاً هناك نموذجان نسويان: ﴿إمْرَأَةَ نُوحٍ وَإمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا﴾، أي إنه يجعل المرأة محوراً وعبرة ومرآةً لا للنساء فقط بل للمجتمع كله. هذا ردّ على تلك النظرة التحريفية التي كانت موجودة عن المرأة، والتي كانت خاطئة على الدوام.
المجتمع الإسلامي بعد رحيل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
يحظى أهل البيت عليهم السلام بالاحترام والقبول لدى جميع المسلمين، وكانوا في ذلك العصر يلقون غاية التكريم والمحبة. ولكن في الوقت ذاته حينما يصبح المجتمع خاوياً تقع مثل حادثة كربلاء. تكمن العبرة في ما ينبغي عمله لكي لا ينزلق المجتمع إلى مثل ذلك المآل. وهذا ما يوجب علينا فهم الظروف التي ساقت المجتمع إلى تلك النهاية:
ركائز بنية النظام النبوي:
أولاً وكمقدّمة أرسى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أُسس نظام يقوم على عدّة ركائز.. تعتبر أربعة منها الثقل، وهي:
الأول: المعرفة المتقنة الخالية من الغموض في شؤون الدين، ومعرفة الأحكام، والمجتمع، والتكليف، ومعرفة اللّه والرسول، ومعرفة الطبيعة. وهذه هي المعرفة التي انتهت إلى تراكم العلوم وبلغت بالمجتمع الإسلامي في القرن الرابع للهجرة ذروة المدنية والحضارة العلمية، فالرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم لم يترك أي إبهام وغموض.
الثاني: العدالة المطلقة التي لا محاباة فيها، أي العدل التام فيما يتعلق بعامة الناس ويجب تقسيمه بينهم. وكذا العدالة في تطبيق حدود اللّه، وفي توزيع المناصب وتفويض المسؤوليات، وتحمل المسؤولية.
الثالث: العبودية الخالصة لله والخالية من أي شرك، أي العبودية للّه في العمل الفردي، العبودية في الصلاة حيث يجب أن يكون فيها قصد التقرب إليه، وكذلك العبودية له في بناء المجتمع وفي النظام الحكومي وفي نظام الحياة، والعلاقات الاجتماعية بين الناس.
الرابع: المحبّة الغامرة والعاطفة الفياضة. وهذه من السمات الأساسية للمجتمع الإسلامي.. حبُّ اللّه، وحبّه تعالى للناس ﴿يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ﴾، ﴿إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾، ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ﴾، والأعظم هو حب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته.. قال تعالى: ﴿قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾.
لقد رسم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هذه الخطوط العريضة وأرسى ركائز المجتمع على أساسها، ووضع معالم الحكومة عشر سنوات على هذا المنوال. وبذل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قصارى جهده على امتداد هذه السنوات العشر لترسيخ تلك الأُسس، والعمل على مد تلك الجذور في أعماق الأرض.
مَن نشأ في تلك الحالة يمكن أن يصلُح ويُهذّب على مدى عشر سنوات ويمكن إدخاله في الإسلام، ولكن لا يمكن غرس هذه القيم والمفاهيم في أعماق نفسه إلى الحد الذي يجعل لديه القدرة على إيجاد نفس هذا التأثير على الآخرين.
دخل الناس في الإسلام أفواجاً أفواجاً، ودخل في الإسلام أناس لم يعايشوا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولم يدركوا تلك السنوات العشر معه صلى الله عليه وآله وسلم.
وهنا تتجلّى أهمية مسألة الوصية التي يعتقد بها الشيعة، ويكمن منشأ الوصية والنص الإلهي، من أجل استمرارية نهج الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من بعده.
وأما عن الوقائع التي جرت من بعد رحيل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، فما الذي حدى بالمجتمع الإسلامي خلال تلك الخمسين سنة للنكوص عن تلك الحالة إلى هذه؟
من البديهي أن البناء الذي بناه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ما كان لينهار بهذه السهولة، ولهذا نلاحظ أن بعد رحيل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، استمرت عامة الأمور ـ باستثناء قضية الوصية ـ على ما كانت عليه. فكانت العدالة في وضع حسن، والذكر في حالة حسنة، والعبادة على ما يرام. بيد أن ذلك الوضع لم يدم طويلاً، فكلما كان الوقت يمضي كان المجتمع الإسلامي ينحدر تدريجياً صوب الضعف والخواء.
ورد عن الإمام الصادق عليه السلام انه قال: "لما قتل الحسين عليه السلام اشتد غضب الله على أهل الأرض" وذلك لأنه إمام معصوم. ويفهم من هذا أن المجتمع الذي ينال النعمة الإلهية قد يسير في اتجاه يجلب عليه غضب اللّه. ولهذا يجب توقّي أقصى درجات الدقّة والحذر في المسير، وهو أمر عسير طبعاً ويستلزم الانتباه واليقظة.
كيف كان الخواص على امتداد هذه السنوات الخمسين بحيث وصلت الأمور إلى هذا الحد؟ حينما نُدقق النظر في أحداث وظروف ذلك العصر نُلاحظ أن هذه الركائز الأربعة: العبودية، والمعرفة، والعدالة، والمحبة.. قد تزعزعت، كما وردت الأمثلة في التاريخ.
وصايا ولائية
التعبئة رمز الصمود والبقاء والعزة الوطنية (26/11/2009)
اعتبر سماحة الإمام السيد علي الخامنئي دام ظله، أن قوات التعبئة هي رمز الصمود والبقاء والعزة الوطنية ناصحاً وسائل الإعلام والنشطاء السياسيين والمسؤولين بالابتعاد عن الخلافات الهامشية وغير المبدئية مؤكداً: أن الأولوية الرئيسة في البلاد اليوم مواجهة الحرب الناعمة للعدو التي تهدف إلى بث الريبة والتفرقة والتشاؤم بين أبناء الشعب وأن أهم سبل مواجهة هذا الهجوم هو حفظ وتقوية البصيرة والروح التعبوية والأمل الكامل في المستقبل.
وأكد الإمام دام ظله على ضرورة تقوية وتعميق تأثير التعبئة وقال: ما دامت التعبئة موجودة فلا شيء يهدد النظام الإسلامي وأن هذا الأمر ركن أساسي.
واعتبر سماحته معرفة العيوب والنواقص والآفات وكذلك التنبؤ اللازم من أجل المزيد من التقدم بأنها ضرورة للتعبئة مؤكداً: نظراً لهزيمة الاستكبار في المواجهة الصعبة مع النظام الإسلامي في العقد الأول من الثورة فإن العدو وضع الآن الحرب الناعمة على جدول أعماله ولذلك فإن الأولوية الرئيسة اليوم هي المواجهة مع الحرب الناعمة.
وفي معرض تبيينه للحرب الناعمة أوضح سماحته قائلاً: العدو يسعى في الحرب الناعمة إلى بث الريبة والتشاؤم والتفرقة بين أبناء الشعب مستفيداً من الوسائل الثقافية والاتصالات المتطورة ومن خلال بث الشائعات والأكاذيب والاستفادة من بعض الذرائع.
واعتبر الإمام الخامنئي دام ظله القضايا التي تلت الانتخابات الرئاسية بأنها أنموذج من هذا الأسلوب وقال: خلال طرح هذه القضايا بثوا الريبة والتفرقة بذريعة الانتخابات كي يوقعوا بين الناس أنفسهم وبين الناس والمسؤولين ويدخلوا عناصرهم المغرضة والخائنة والمدربة في هذه الأجواء المشحونة والعكرة للقيام بالأعمال المخربة لكنهم لم يصلوا إلى نتيجة بسبب بصيرة الشعب.
وأضاف الإمام الخامنئي دام ظله: إن نصيحتي إلى أبنائي التعبويين هي الحفاظ بقوة على الدوافع والإيمان والأمل بالمستقبل بالإضافة إلى المراقبة الشديدة.
وقال سماحته دام ظله: فليعلم أولئك الذين يريدون مواجهة النظام الإسلامي والدستور والحركة الشعبية العظيمة بإشارة وتشجيع وابتسامة العدو، فليعلموا أنهم يضربون رؤوسهم بالحجر وأن جهدهم بلا جدوى.
مثيرو الفتن عاجزون عن الوقوف بوجه عظمة النظام الإسلامي(14/12/2009)
اعتبر سماحة آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي دام ظله في تصريحات مهمة للغاية على أعتاب شهر محرم الحرام، اعتبر التبليغ الصحيح بأنه عنصر مهم للتوعية وتحديد الأطر في المجتمع خاصة في زمن الفتنة منوهاً إلى الأحداث التي تلت الانتخابات الرئاسية ولاسيما الخطوة الأخيرة التي اعتمدها أعداء الشعب الإيراني المتمثلة في الإساءة لقدسية الإمام الخميني قدس سره.
وأضاف: إنَّ هذا الصرح القويم (الثورة الإسلامية) ذا الهندسة الإلهية الذي أرساه رجل الهي ويواصل حياته بإسناد شعب الهي سيبقي قويما وإنَّ أهداف معارضيه لن تري النور.
وأوضح الإمام الخامنئي دام ظله أن هذه الإساءة الكبيرة، جاءت نتيجة انتهاك القانون والركون إلى تشجيع وسائل الإعلام الأجنبية مضيفاً أنه في الوقت الحاضر الذي قد حدثت هذه الأخطاء فإنهم يلجئون إلى اختلاق الذرائع والمبررات للتستر على هذه الأعمال غير القانونية.
واعتبر سماحته دام ظله أن العدة القليلة التي تجرأت بالوقوف أمام النظام بفعل خطابات وحركات بعض الأفراد هم بمنزلة الصفر أمام عظمة الشعب الإيراني مؤكدا أن هذا النظام هو نظام الهي حيث أن الباري تعالى وطوال ثلاثين عاما الماضية أغدق هذا النظام الإسلامي بنعمه وتفضله وأحاطه بدعمه موضحا أنه لو بقينا مع الله سبحانه فإنه بالتأكيد سيبقى معنا أيضا.
وأضاف: إنَّ أعداء النظام الإسلامي والطامعين الذين يبغون الهيمنة على العالم بمنطقهم المغلوط سيتلقون وبكل تأكيد صفعة من شعبنا والشعوب المستقلة.
وأكد سماحته دام ظله أن أعداء الشعب الإيراني والنظام الإسلامي هم كالزبد على الماء مصيرهم إلى الزوال ولكن ما يبقى هو أصل النظام الإسلامي.
أجوبة الولي
ضرورة الحافز الإيماني والبصيرة في الحركة في أي كفاح
س: ما هي أهم الأمور التي يحتاجها الشباب في أي كفاح؟
ج: الكفاح الصحيح والمنطقي والمعقول وفي نفس الوقت الحاسم، يحتاج إلى عدة أمور:
منها: الحافز النابع من الإيمان، فلا يمكن بالدساتير فرض الصمود في الميدان على الشباب، يجب أن تتدفق المحفزات من القلب، وأن تكون نابعة من الإيمان، هذا شيء متوفر لدى شبابنا اليوم بالحد الكافي، شبابنا اليوم لديهم دوافع أكثر من الشباب الذين كانوا في السنة التي هجم النظام البهلوي العميل لأمريكا على شبابنا في الشوارع وضرّجهم بالدماء، ولا أقل من اليوم الذي توجّه فيه عدد من الشباب واحتلوا السفارة الأمريكية. بل لو وقع اليوم حدث مثل الحرب المفروضة لكان تدفق الشباب على الجبهات وتطوعهم لمواجهة العدو العلني المهاجم أكبر.
العنصر الآخر الضروري هو البصيرة، ففي الواقع البالغ الأهمية للعالم اليوم تحتاج أية حركة عامة إلى بصيرة عامة. وطبعاً إن بصيرة شبابنا اليوم أشد يقيناً من بصيرة الشباب في مطلع الثورة وأثناء الثورة. كثير من الأمور كان يجب أن نشرحها ونبيّنها للشباب يوم ذاك، لكن شبابنا اليوم يدركون هذه الأمور، فالبصيرة عالية. ومع ذلك أشدّد على البصيرة.
حول القائد
كتاب: ثورة عاشوراء
رؤية جديدة لثقافة ثورة الإمام الحسين عليه السلام
هذا الكتاب عبارة عن جمع محاضرات وخطب عاشورائية لسماحة الإمام القائد الخامنئي }، كان قد ألقاها على مدى 18 عاماً بمناسبة عاشوراء ومناسبات أخرى، وقد جمعت وبوّبت على أساس موضوعي، في 328 صفحة.
مراجعة وتعليق وتدقيق: السيد علي عاشور.
الطبعة: الأولى سنة 2008م.
الناشر: مؤسسة التاريخ العربي، بيروت - لبنان.
إرشادات الولي
أهم خصائص الصلاة
ثمة في الصلاة ثلاثة خصائص رئيسية تعزز دورها الأفضل في تهذيب النفس وتربية الإنسان روحياً:
الخصوصية الأولى هي أن الصلاة بالشكل المحدد لها في الإسلام، أي هذه الحركات والأذكار الخاصة تدعو المصلّي بشكل طبيعي للبعد عن الذنوب والتلوث بها.
الخصوصية الثانية هي أنها تحيي لدى الإنسان روح العبودية والخضوع أمام الباري تعالى الذي يمثل المحبوب الحقيقي والفطري لكل إنسان.
والخصوصية الثالثة هي أنها تهدي لروح المصلي وقلبه الطمأنينة والسكون الذي يعد الشرط الرئيس للنجاح في كل ميادين الحياة، وتعالج فيه حالة التزلزل والاضطراب التي تعتبر عقبة كبيرة في سبيل المبادرات الجادة للتربية الأخلاقية.
الإنسان معرض لارتكاب مختلف أنواع الذنوب، فإذا أراد الفلاح، فبمقدور الصلاة أن تعوض له، يقول تعالى: }أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات{.
الصلاة نور يبدد الظلمات ويمحو المساوئ ويغسل آثار الذنوب عن القلب. قد يتعرض الإنسان لكل صنوف الأدران والتلوث، ولكن إذا التزم بالصلاة فسوف تبقى هذه النورانية فيه ولن تجد المعاصي فرصة للتغلغل إلى أعماق روحه.
فقه الولي
استعمال الآلات الموسيقية في العزاء
س: هل تجب رعاية حقوق الدولة في الأملاك العامة وحقوق الملاك في الأملاك الخاصة في بلاد الكفر؟ وهل تجوز الاستفادة من الإمكانيات الموجودة في المراكز التعليمية في غير الموارد التي تجيزها المقرّرات القانونية لتلك المراكز؟
ج: لا فرق في وجوب مراعاة احترام مال الغير، وفي حرمة التصرّف فيه بغير إذنه بين أملاك الأشخاص وبين أموال الدولة، مسلمة كانت أو غير مسلمة، ولا بين أن يكون ذلك في بلاد الكفر أو في البلاد الإسلامية، ولا بين كون المالك مسلماً أو كافراً، وبشكل عام تكون الإستفادة والتصرّف غير الجائز شرعاً في أموال وأملاك الغير، غصباً وحراماً وموجباً للضمان.
رجوع
23-01-2010 عدد القراءات 56
http://www.almaaref.org/index.php?mlmsg1=1