النص الكامل لخطاب سماحة السيد حسن نصرالله بمناسبة ذكرى شهداء الوعد الصادق في مدينة بنت جبيل
إدراج : قناة المنار - بتاريخ 28/07/2007
أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن النصر الذي تحقق في تموز 2006 كان نصراً استراتيجياً بكل المقاييس، ألحق الخزي والعار بدعاة مشروع اسرائيل الكبرى،
وأدى إلى تدمير مشروع الشرق الأوسط الجديد التي بشَّرت به كوندوليزا رايس في بداية العدوان
السيد نصر الله وخلال الاحتفال الجماهيري بذكرى شهداء الوعد الصادق في مدينة بنت جبيل، وجَّه الشكر إلى المقاومين لأنهم أثبتوا من جديد ان إٍسرائيل أوهن من بيت العنكبوت. أضاف "إن أعظم ما يُسجّل للمجاهدين في حرب تموز أنهم ثبتوا في ساحة القتال ولم تركوها أو يدفنوا السلاح في التراب". السيد نصرالله نفى المزاعم التي تحدثت عن سعي من حزب الله وحركة أمل للإنقلاب على اتفاق الطائف، واعتبر أن الحديث عن المثالثة في التوزيع السياسي اللبناني مؤكداً أن هذا الطرح لم يظهر إلاَّ في اعلام فريق السلطة. ورأى ان الهدف من وراء ذلك هو تقطيع الوقت حتى لا يتم التوصل الى إقامة حكومة وحدة وطنية.
وفي ما يلي النص الكامل لخطاب السيد نصرالله:
يا أشرف الناس وأكرم الناس وأطهر الناس السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنني في البداية إذ أتوجه إليكم في هذه المناسبة العظيمة وأنتم في تلك البقعة المباركة من أرض الصمود والمقاومة والجهاد والشهادة وصنع العزة والكرامة، أود في البداية تأكيدا على حسن التوفيق والنعمة الإلهية أن يكون لقاؤنا اليوم يتناسب مع ولادة إمام المتقين وأمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام الذي تجمع الأمة على تعظيمه وتكريمه وتقديره والإعتراف بمكانته في تاريخ الأمة وفي جهادها وتضحياتها ورسالتها وإنجازاتها التاريخية والذي جسدتم أنتم وأبناؤكم المجاهدون والشهداء والصامدون منكم جسدتم بعضا من أقواله وبعضا من أفعاله وبعضا من بطولاته التي قدمتموها في هذا الزمن جددتم بطولاته في معركة الخندق و في معركة خيبر وستبقون كذلك.
أيها الأخوة والأخوات،
إنني في هذه الذكرى العزيزة ذكرى الإنتصارات والتضحيات والشهداء والصمود والفرح والألم والعطاء بلا حدود، أتوجه إليكم حيث أنتم في مربع الصمود بعد أن كان مربع التحرير الذي يجمع مدينة بنت جبيل مع بلداتها المجاهدة عيناتا ومارون الراس وعيترون لتشكل تلك المنطقة النابضة بالكرامة وبالحياة وبإرادة الحياة وبالعز والقدرة على الصمود والتحدي مهما كانت الصعوبات والمخاطر، أتوجه إلكيم ومعنا خصوصية الزمان وخصوصية المكان، هذا المربع المعمد بالدم والدموع وخصوصية الناس الذين تمثلونهم انتم اليوم انتم خلاصتهم ورمزهم وعنوانهم على امتداد الجنوب وعلى امتداد لبنان وعلى امتداد الأمة.
الناس المضحين الذين يجمعون عوائل الشهداء وعوائل الأسرى والجرحى وعوائل الجرحى والمقاومين والثابتين والصامدين والباقين في الأرض رغم هدم البيوت وظروف العيش القاسية والتهديدات الاسرائيلية المستمرة وخصوصية المناسبة مناسبة الإحتفاء بالشهداء صناع النصر في البداية وفي الطليعة.
أيها الأخوة والأخوات هناك الكثير ليقال في هذه الليلة ولكن لكثرة العناوين المحتشدة أمامنا والتي يجب أن نجيب عليها وأن نتعرض لها، كموضوع الحرب وما يرتبط بها والنتائج والآثار وكموضوع المقاومة كموضوع الإعمار والتطورات الإقليمية واحتمالات المستقبل، الوضع الداخلي والظروف الصعبة التي يعيشها اللبنانيون، والآفاق المفترضة أمامهم، في كل الأحوال هناك موضوعات كثيرة انا لن أتمكن هذه الليلة بالتأكيد من التطرق إليها ولكن إذا شاء الله سبحانه وتعالى في نيتي أن أتحدث عن قسم من هذه العناوين هذه الليلة ولنا لقاء آخر مع أهلنا وأحبائنا في البقاع في مدينة بعلبك في الأسبوع المقبل، وعلى أمل أن يكون لنا لقاء أخير في الرابع عشر من آب يوم عدتم حملتم جراحكم وابتسامتكم وعدتم برؤوسكم المرفوعة وهاماتكم الشامخة إلى أرضكم التي تقفون عليها الآن بكل اعتزاز.يمكن أن أقسم هذه الموضوعات في هذه الليالي ولكن في هذه الليلة ومن طبيعة المناسبة والمكان اسمحوا لي أن أتحدث معكم ومن خلالكم إلى اللبنانيين والعرب وإلى كل من يسمعنا عن بعض جوانب الحرب بشكل عام ثم أنتقل من العام إلى الخاص المرتبط بالمكان الذي تتواجدون فيه ثم أقدم خلاصة ونتيجة للتأسيس عليها في المرحلة المقبلة ومعها رسالتان رسالة للداخل اللبناني في مثل هذه الأيام ورسالة للعدو البعيد عنكم مسافة قصيرة؟
أيها الأخوة والأخوات بعد نهاية الحرب أطلق الصهاينة على حرب تموز 2006 اسم حرب لبنان الثانية مما يعني أنهم اعتبروا أن اجتياح 1982 هو حرب لبنان الأولى، طبعا هذا طبقا لتسمياتهم هم وإلا فإن إسرائيل هي في حالة حرب على لبنان منذ قيامها عام 1948 على أرض فلسطين واغتصابها لتلك الأرض المقدسة وتهجيرها لقسم كبير من شعب فلسطين منذ ذلك اليوم منذ قيام هذا ا لكيان الشيطاني العدواني الطامع والغاصب عام 1948 هو في حالة حرب على لبنان بمعزل عن الموقع الذي كان اختاره لبنان لنفسه في هذه المعركة وفي هذا الصراع، وأهل الجنوب اللبناني أكثر من يعرف ماذا تحمل هذا الجنوب وأهل هذا الجنوب وخصوصا المناطق الحدودية منذ عام 1948 من اعتداءات وتجاوزات وأخطار إسرائيل وصولا إلى اجتياح عام1987 واجتياح عام 1982 وحرب تموز 93 وحرب نيسان 96 يعني أنّ هناك حالة حرب قائمة منذ عام 48، لم نأخذ نحن قرار هذه الحرب، هذه الحرب فرضها الإسرائيليون الصهاينة على لبنان وشعب لبنان قبل أن أولد أنا وقبل أن يولد الكثيرون منكم والكثيرون من أبناء الشعب اللبناني الذين هم على قيد الحياة أطال الله أعمارهم، هم الذين أخذوا قرار الحرب على لبنان وعلى فلسطين وعلى الأمة كلها، وهذه الحرب على لبنان منذ البداية اتخذت أشكالا مختلفة اغتيالات واجتياحات واحتلالات واعتقالات وقصف وانزالات وصولا إلى حروب فعلية، ولكن لا شك أن أخطر ما واجهه لبنان على مدى عقود من الزمن هو الحربان الأولى والثانية التي يتحدث عنها الصهاينة: الأولى 1982 والثانية تموز 2006 .
انا سأحاول في هذا الجانب من الحديث وبشكل سريع ما أمكن أن أقدم قراءة موجزة لبعض أوجه الشبه العديدة والمهمة بين الحربين في الأهداف الصهيونية وفي النتائج. وسنجد أن حرب تموز 2006 كانت الأخطر وكانت الأقسى وكانت الأصعب والأكبر سواء على مستوى الأهداف أو على مستوى النتائج او على مستوى الكثير من المجريات والأحداث، الوقت لا يتسع فأنا لن أتحدث في هذا الجانب العام عن مقايسة في الجانب العسكري ولا في طبيعة هذا العدو ولا في طبيعة البطولات والملاحم التي سطرها اللبنانيون والفلسطينيون والسوريون وكل من قاتل الاجتياح عام 1982، والكثير من جوانب هذا الموضوع لن أتناوله وإنما سأتحدث عن الأهداف وعن النتائج وعن بعض الجوانب المختصرة.
في عام 1982 في الحد ألأدنى كان هناك نقا ش عن طبيعة الدور الأمريكي في هذه الحرب وعن حدود الضوء الأخضر الذي أعطته الإدارة الأميركية لحكومة بيغن وعم حدود المساحة الجغرافية التي أذن لإسرائيل أن تجتاحها وأن تحتلها هذا فيه نقاش في الحد الأدنى، ولكن في عام 2006 في تموز هناك قرار أمريكي معلن واضح سافر عين لكل العالم جازم وداعم بشكل مطلق سياسيا وماديا لهذه الحرب الإسرائيلية على لبنان بل أكثر من ذلك هناك ضغط أمريكي على إسرائيل لتواصل حربها حتى تتحقق الأهداف المنشودة، في عام 1982 هناك نقا ش حول طبيعة الدور الدولي والموقف العربي وحقيقة الموقف العربي في تغطية الاجتياح، ولكن في تموز 2006 هناك تبني دولي وغطاء عربي لهذه الحرب.
يعني بكلمة واحدة اجتياح 1982 هو حرب أمريكية اسرائيلية على لبنان ولكن حرب لبنان الثانية هي حرب عالمية على لبنان، وقف فيها لبنان وشعبه ومقاومته وجيشه وكل شرفائه في تحد واضح لإرادة المجتمع الدولي والبعض يقول لا تستعمل يا سيد هذه العبارة لكن هذه هي الحقيقة، هذه هي الحقيقة التي عبرت عنها الدول الصناعية الثماني عند اجتماعها أيام الحرب، هذه هي الحقيقة التي لا يجوز أن نهرب منها على الإطلاق، وقدمنا في لبنان مجددا نموذجا لأولئك الأبطال في صدر الإسلام ، وفي معارك الأنبياء الذين يقول الله تعالى عنهم " الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل"، نحن وانتم لم يرهبنا هذا الإجماع الدولي ولا هذه الأساطيل ولا هذه الجيوش ولا هذه التهديدات وخضنا هذه المعركة.
على مستوى الأهداف في عام 1982 طرح الإسرائيليون بشكل معلن وواضح أهدافا لاجتياحهم للبنان تتلخص: الهدف الأول القضاء على منظمة التحرير وإخراج المنظمات الفلسطينية من لبنان، ثانيا إقامة سلطة سياسية لبنانية موالية أو تابعة للإسرائيليين وللأمريكيين، ثالثا عقد اتفاقية سلام مع هذه السلطة السياسية تتكفل هذه الاتفاقية بإلحاق لبنان نهائيا بالمشروع الإسرائيلي الأميركي في المنطقة.
لكن أهداف تموز 2006 كانت أبعد من ذلك وأخطر من ذلك وأوسع من ذلك، تتجاوز الجانب اللبناني والساحة اللبنانية لتتحدث عن المنطقة كلها عندما وقفت كونداليزا رايس في الأيام الأولى للحرب وتحدثت بصلف وبوضوح وقالت إننا نشهد مخاض ولادة الشرق الأوسط الجديد هذا المخاض الذي يسيل دمه من دماء أطفالنا ونسائنا وشيوخنا ومجاهدينا وجنود جيشنا وأبناء شعبنا في كل المناطق اللبنانية هذ المخاض مخاض الولادة الذي يتحقق من خلال تدمير وتحطيم البنية التحتية والبيوت والمنازل والأسواق ومصادر رزق الناس، إذا تحدثت عن إقامة شرق أوسط جديد، وعندما تتحدث هي ومن هو مثلها عن شرق أوسط جديد علينا أن نعرف أن طبيعة هذا الشرق الأوسط الجديد ستكون لمصلحة أمريكا وإسرائيل وليس لمصلحة شعوب المنطقة شرق أوسط جديد لا مكان فيه للمقاومة ولا للمقاومين لا للمانعة ولا للممانعين لا للسياديين وطلاب السيادة الحقيقيين لا مكان لأولئك الذين يريدون الحياة بعز وبرؤوس مرفوعة الشرق الأوسط الجديد "البوشي" الكونداليزراسي " وعلى هذه الشاكلة هو دويلات طائفية ممزقة متقاتلة متناحرة يلجأ كل واحد منها لأمريكا ولإسرائيل لكي تكون الحامية والضامنة لحقوق الطوائف ولحقوق القليات العرقية والدينية، إذا هدف حرب تموز 2006 تجاوزت كل الأهداف المتصورة على الساحة اللبنانية لتتحدث عن شرق أوسط جديد عن منطقة جديدة عن مستقبل لبنان وفلسطين وسوريا والعراق والأردن ومصر والسعودية ودول الخليج وإيران وما بعد إيران. فليبقى هذا في الذهن لنعود إليه بعد قليل في النتائج.
نعم وطرحت أهداف محددة للساحة اللبنانية:
1- القضاء على المقاومة اللبنانية هذه المرة.
2- بسط نفوذ سلطة الفريق الحاكم الحالي، لا أريد أن استخدم أسماء ولكنهم في زمن الحرب كثيرا ما قال أولمرت ووزيرة خارجيته ووزير حربه قالوا إننا نريد ان نساعد على بسط نفوذ حكومة فؤاد السنيورة على كامل الأراضي اللبنانية وطبعا هذا أمر معيب بحق ولبنان وشعب لبنان وحكومة لبنان وأي فريق سياسي يدعي أنه فريق وطني وفريق سيادي، مجرد أن يصدر هذا الكلام ولو كان بلا تنسيق هو أمر مهين لكل اللبنانيين أن يأتي أولمرت ويقول أنا أريد أن أبسط نفوذ حكومة لبنان على كامل الأراضي اللبنانية بدماء أطفال لبنان ونساء لبنان بتهديم بيوت لبنان بإلحاق كل هذه الأضرار بلبنان، مع العلم أنّ الكل يعرف أنّ الدولة قد بسطت نفوذها وسلطتها في كل المناطق وخصوصا في جنوب لبنان في عام 2000 أنا وقفت عندكم هناك وقلت نحن لسنا سلطة ولن نكون سلطة وأنتم أهل الجنوب وأهل هذه المنطقة الشريفة واهل الشريط المحرر تعرفون جيدا أن المقاومة لم تمارس في يوم من الأيام سلطة على أرضكم وبينكم، أن المقاومة كانت وجودا متخفيا وجودا غير علني لأنها لم تكن ترى لنفسها إلا مهمة واحدة هي الدفاع عن لبنان عن الأرض والعرض والكرامة والدم والسيادة والشرف، لم يكن هناك مشكلة اسمها سيادة الدولة أو سيطرة الدولة أو وجود الدولة في الجنوب وفي غير الجنوب ولكنهم قالوا هذا على كل حال في الأهداف،وهذا إذا أردنا أن نفهمه بشكل سيء يعني نسيء الظن ونقول إن الإسرائيليين يصرحون بوضوح أن من أهداف هذه الحرب هي تمكين فريق لبناني للسيطرة على لبنان على حساب فريق لبناني آخر.
3- الوصول إلى اتفاقيات أمنية مع الحكومة التي سيفترضون أنها هيمنت وسيطرت على لبنان اتفاقات أمنية في الحد الأدنى واتفاقات سياسية في الحد الأعلى.
4- طرحوا هدف تفصيلي وهو إطلاق سراح أو استعادة الجنديين الاسرائيليين بلا قيد وبلا شرط.
جيد هذه هي الأهداف أهداف حرب لبنان الأولى وأهداف حرب لبنان الثانية.
ماذا تحقق وماذا حصل فيما يتعلق بأهداف حرب لبنان ألأولى أيضا بإيجاز شديد، تحققت بعض الإنجازات تم ضرب منظمة التحرير الفلسطينية وإخراج الجزء الأكبر من المقاومة والفصائل الفلسطينية من لبنان، تم احتلال جزء كبير جدا من الأراضي اللبنانية وصولا إلى العاصمة بيروت، تم فرض سلطة سياسية على لبنان بقوة الدبابات والحراب الإسرائيلية ولا أريد أن أدخل الآن في التفاصيل لأنه هناك انتخابات في المتن، وتم فرض اتفاقية 17 أيار على اللبنانيين أيضا، هذه الإنجازات تحققت في البداية ولكن ما لبثت هذه الإنجازات أن تزلزلت وتداعت وانهارت بشكل تدريجي نتيجة لجملة من التطورات والأحداث المحلية والإقليمية التي يطول الحديث عنها.
ولكن في المقابل الذي حصل ولدت مقاومة لبنانية جدية من خلال قوى لبنانية متنوعة ومتعددة وبأسماء متنوعة ومتعددة: أفواج المقاومة اللبنانية أمل، جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، المقاومة الوطنية اللبنانية، المقاومة الاسلامية أسماء متعددة وقوى متعددة انطلقت بقوة وبفعالية في ساحة المقاومة وكلنا يعرف أك فارقا كبيرا بين أن يقاتل ويقاوم الأخ الفلسطيني على أرض لبنان وبين أن يقاتل اللبناني على أرض لبنان كما هو الفرق تماما بين أن يقاتل المقاوم الفلسطيني في الضفة أو أن يقاتل مقاوم آخر في الضفة مقاومة أبناء البلد ستكون أقوى وأشد وأكبر تأثيرا.
السلطة السياسية مع الوقت التي فرضت على اللبنانيين بالحراب الإسرائيلية عزلت وتداعت. اتفاقية 17 أيار أصبحت حبرا على ورق ثم ألغيت في نهاية المطاف، انسحب الإسرائيلي عام 1984- 85 إلى الشريط الحدودي السابق وسقطت أهداف حرب 82 خلال سنتين ثلاثة ولكن بقيت معاناة الجنوب ومعه لبنان بفعل استمرار الاحتلال للأرض واعتقال مئات اللبنانيين في سجن الخيام والمعتقلات الإسرائيلية في فلسطين المحتلة والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على بقية الجنوب والبقاع وبقية الأراضي اللبنانية كانوا يظنون أن أهل الأرض سيتخلون عن أرضهم ولكننا رفضنا أن تبقى بنت جبيل ومرجعيون وحاصبيا وكفرشوبا وشبعا وكل قرانا اللبنانية بلا أي تمييز أن تبقى تحت الإحتلال أو أن يبقى أي معتقل أو أسير في سجون الإحتلال واستمرت المقاومة بعد 85 بجد وبعمل متواصل وخاضت حرب استنزاف طويلة وكانت حرب تموز 93 وعناقيد الغضب 96 وكل تلك الحروب كانت تهدف إلى الإجهاز على المقاومة وانهائها وحماية الاحتلال على أرضنا وبقائه في أرضنا ففشلت واستمرت المقاومة في العمل لم يثنها استشهاد القادة وفي مقدمهم سيد شهداء مقاومتنا السيد عباس الموسوي مع زوجته وطفله، ولا المجازر في قانا ولا المنصوري وغيرهما ولا هدم المنازل ولا قوافل الشهداء والجرحى إلى أن يئس الصهيوني من البقاء في أرضنا فكان قراره بالانسحاب عام 2000.
عام 2000 في 25 أيار عيد المقاومة والتحرير قضي نهائيا على كل الأهداف المتوقعة والمحتملة التي طرحها الصهاينة لاجتياح 1982 ولكن لو انتبهنا إلى الجانب الزمني لا أريد أن أتحدث عن حجم التضحيات، إلى الجانب الزمني من 1982 إلى 1985 ثلاث سنين ومن 1985 إلى 2000 خمسة عشر عاما يعني ثماني عشرة سنة، 18 سنة واللبنانيون يواجهون أهداف ونتائج وتداعيات حرب 1982 ولكن في نهاية المطاف انتصر لبنان ووقفت المقاومة على منبركم في بنت جبيل لتهدي نصرها للبنان كل لبنان لكل العرب لكل المسلمين لكل المظلومين والمستضعفين في العالم ولتنسب النصر إلى كل أصحابه دون أي استئثار أو احتكار لتتذكر كل المقاومين وكل الشهداء في المقاومة الفلسطينية والقوى اللبنانية والجيش اللبناني والقوات العربية السورية والمدنيين من سكان الجنوب ولبنان والمخيمات الفلسطينية إلخ... وكان انتصارا عظيما وعيدا كبيرا.
أما في أهداف تموز 2006، أين أصبحت هذه الأهداف، ولو انتبهنا سويا سنجد وبكل اعتزاز وبفضلكم أنتم بعد الله سبحانه وتعالى بفضل شهدائكم ومجاهديكم وصمودكم وتضحياتكم، أهداف حرب تموز الحرب الثانية التي كانت أبعد من لبنان وأخطر من الحرب الماضية كلها سقطت خلال 33 يوما فقط، خلال 33 يوما فقط، انهارت كل هذه الأهداف، بل انقلب السحر على الساحر وكانت النتائج والتداعيات على مستوى العدو وعلى مستوى الأمة أبعد وأهم مما كان يتوقعه العدو الصهيوني ومن يقف خلفه، وبقراءة سريعة أيضا لا شرق أوسط جديد بعد 14 آب 2006 لا شرق أوسط جديد ذهب مع الريح، ألا تلاحظون معي أن كونداليزا رايس قد بلعت لسانها وإلى الأبد؟. الشرق الأوسط الجديد انهار أمام أقدام مجاهديكم ونعال أطفالكم ودمائهم المسفوكة في كل قرى وبلدات لبنان وجنوب لبنان.
ثانيا هل تمكنوا من القضاء على المقاومة؟ هل تمكنوا من نزع سلاح المقاومة؟ هل تمكنوا من المس ببنيتها الجهادية؟ هل تمكنوا من المس بإرادتها وبعزمها ومعنوياتها وعنفوانها؟ لا ، أنتم تعرفون ولكن أقول لكم ليسمع العالم وليسمع العدو: أن هذه المقاومة التي قاتلت في تموز 2006 هي اليوم أقوى وأمنع وأشد وأصلب وأكثر عزما وإرادة على مواجهة العدوان وعلى صنع الانتصار.
وأمّا الحكومة التي أرادوا بسط سلطتها بالحديد وبالحراب والنار ، فسرعان ما فقدت ثقة أغلبية اللبنانيين بعد انتهاء الحرب، بفعل أدائها أثناء الحرب وبعدها ، وبفعل استئثارها ورفضها للشراكة الوطنية وفقدت بالتالي شرعيتها ودستوريتها. الفريق الحاكم الذي كان يتوقع له الأمريكي والإسرائيلي أن يقف عندكم في مثل هذه الأيام ليعلن ما يعلن، خرج مليون لبناني وبعد عشرة أيام مليون ونصف مليون لبناني ليقولوا له عليكم الرحيل أنتم حكومة فاشلة ونحن نريد حكومة شراكة وطنية ووحدة وطنية حقيقة، واضطر العالم أن يقدم كل أشكال الدعم المعنوي والسياسي ليبقى هذا الفريق الحكومة متمسكا بموقعه السياسي.
بل أكثر من ذلك، الحرب التي أرادوا لها أن تغير وجه لبنان وتجعله بلدا مُتَسَلَطَا ومُسْتَأثرا عليه من فريق معين، لقد بدأت أحلام هذه الفريق تذهب أدراج الرياح، أحلامهم بالسيطرة والإستئثار بدأت تتلاشى يوما بعد يوم، لا يمكن فرض حكومة ولا سلطة على الأغلبية الشعبية اللبنانية، وهذا لبنان لا يمكن أن يحكم بفريق يدعمه أحد ولو دعمه كل العالم. أي حكومة تقوم في لبنان لتستمر وتبقى يجب أن تستند إلى رضا وتوافق شعبها، والوضع القائم وضع شاذ وهذا لم يكن مطلوبا لهم على كل حال.
وحتى الهدف التفصيلي لم يتحقق : يعني عودة الأسيرين الإسرائيليين بلا قيد أو شرط، تلاحظون أنّ أهداف حرب تموز العظيمة والكبيرة الإقليمية والمحلية تحطمت وتلاشت خلال 33 يوما بصمودكم وتحديكم وصبركم ودعائكم ومقاومتكم ووحدتكم وحضوركم في الساحات حتى تقلصت أهداف وإنجازات إيهود أولمرت وحكومته إلى حد أنني لا أستطيع أو يمنعني من التجول في شوارع بيروت !
أولا أريد أن أؤكد لـ أولمرت أنني أتجول في شوارع بيروت، ولكن لنفترض أنّ هذا الهدف أو النتيجة تحققت، إنّ حديث أولمرت عن هذه النتيجة هو إدانة لإسرائيل، هو وصمة عار في جبين الكيان الذي كان يحمل مشروع إسرائيل الكبرى وبعدها إسرائيل العظمى، هي وصمة عار في جبين الكيان الذي أراد ويريد أن يفرض شروطه على الشعوب العربية والحكومات العربية مجتمعة، وصمة عار في جبين الكيان الذي يدعي أن جيشه هو أقوى جيوش العالم، وصمة عار في جبين الجيش الذي يدعي أنه يملك أقوى سلاح جو في منطقة الشرق الأوسط.. تصوروا أنّ هذا الكيان وهذا الجيش الجبار الذي تدعمه آلة الحرب التدميرية الأمريكية تبخرت أهدافه وإنجازاته وتقلصت إلى حد منعني من السير في شوارع بيروت !.
في أسوء الأحوال قال أنني لا أسير في بيروت، حسنا ما هي حالة إسرائيل بعد حرب تموز، ما هي حالة أولمرت بعد حرب تموز، ثلاثة بالمئة يثقون به واليوم 8 بالمئة، الجيش الذي لا يقهر أصبح في نظر شعبه جيشا مهشما محطما، فقدت إسرائيل هيبتها وصورتها التي أرادت أن ترممها فقضت على ما بقي منها. عام 2000 اهتزت الصورة وعام 2006 سقطت هذه الصورة، أين هي إسرائيل اليوم وأين هي المقاومة اليوم وأين هي الأمة اليوم.
إنّ أهم وأكبر إخفاقات العدو الإسرائيلي بحسب اعترافات العدو واستنتاجات لجنة فينو غراد تتمثل بأمور عديدة وسأتحدث عن أهم أمرين : الأمر الأول فشل سلاح الجو الإسرائيلي في وقف الصواريخ التي هزت الجبهة الداخلية الصهيونية وفي بعض الأماكن لأول مرة منذ حرب الـ 67 فشلا كاملا لأنه حتى اليوم 33 كان مجاهدو المقاومة يطلقون صواريخهم من الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة والمواقع الحدودية فضلا عن المناطق الخلفية، والأمر الثاني هو فشل العملية البرية الإسرائيلية عندما اتخذوا قرارا باحتلال القرى الأمامية وضرب بنية المقاومة في الخط الأمامي، لاعتقادهم أن احتلال المنطقة الأمامية سوف يفقدنا قدرة إطلاق الصواريخ من جهة وسوف يمس ببنيتنا العسكرية من جهة أخرى مما يسهل اجتياح بقية المنطقة لو أرادوا. في البداية كان هدف العملية البرية هو اجتياح المنطقة الأمامية ولاحقا الوصول إلى نهر الليطاني وهذا ما أعلنه الإسرائيليون وتحدثوا عنه، وخصوصا بعد أن أدركوا فشل سلاح الجو في تدمير بنية المقاومة وخصوصا في بُعْدِها الصاروخي. زجوا في العملية البرية أربع فرق وبعضها فرق مدرعة وضمنها أربعة ألوية نخبة هي أهم قوات النخبة المقاتلة الصهيونية من أجل احتلال المنطقة الأمامية ومحاولة الوصول إلى نهر الليطاني.
ماذا حصل؟ في البداية كانت المواجهة في بلدة مارون الراس وكلكم يعرف ظروف هذه البلدة، وبالرغم من ظروفها الصعبة قاتلت وصمدت وشكلت صدمة كبيرة للعدو وألحقت خسائر به، ثم ذهل العدو أمام صمود عيتا الشعب وكلكم يعرف كم تبتعد عن الحدود، وذهلوا أمام صمود بلدات أخرى واعذروني عن ذكر الأسماء لأنها بلدات كثيرة وأخشى أن أذكر بعضها وأنسى بعضها الآخر، فكان القرار الإسرائيلي بالإقدام على خطوة برية نوعية اعتقد أنها ستكون حاسمة في المعركة البرية مع المقاومة وهي احتلال مدينة بنت جبيل ومعها عيناتا وعيترون وبالتالي كل هذا المحيط من البلدات الجنوبية الشريفة التي تحيط بهذا المربع الذي يتشرف بكم وتشرفونه.
لماذا كان هذا الإختيار والإستهداف، لا نحتاج إلى التحليل فالإسرائيليون أنفسهم تحدثوا عن ذلك وقالوا أنّ احتفالا بالنصر عام 2000 أقيم في هذه المدينة وقال خطيب الإحتفال آنذاك مخاطبا الشعوب العربية واللبنانيين أنّ إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت، دان حالوتس قال إنّ بنت جبيل هي رمز وخطب نصر الله فيها خطاب بيت العنكبوت ويوجد فيها رموز يدافعون عنها ويحمونها ومهمتنا الآن أن نظهر أننا نضربهم في هذا المكان. الصحافة الإسرائيلية قالت إنّ خطاب بيت العنكبوت أصاب القيادة العامة الإسرائيلية بالجنون، قادة الألوية أي كل ألوية النخبة كانوا متلهفين لمحو المذلة التي أصابتهم في بنت جبيل عام 2000، الخيار الجامح أخذ أولمرت و (عامير) بيرتس ـ هذا الذي لن أنسى اسمه ! ـ إلى النقطة التي تحدث فيها نصر الله حينها وألقى كلمة انتصار هناك لكن الأمر لم يتحقق، يقول الصهاينة : بنت جبيل الموجودة على بعد 3 كيلومترات عن حدود إسرائيل تحولت مرة أخرى إلى رمز للفشل الصهيوني.
قائد القوة البرية في الجيش الإسرائيلي المستقيل يقول : خطاب انتصار نصر الله في بنت جبيل وهذا المكان يجب إزالته، أنظروا كم عقلهم صغير، يريدون أن يمحو مدينة ومنطقة بكاملها لأنّ شخص وقف وقال عنهم : أنتم اوهن من بيت العنكبوت. في نهاية المطاف اختاروا اسما للعملية هو : خيوط الفولاذ ليقلوا أن إسرائيل هي خيوط فولاذ وليست أوهن من بيت العنكبوت، ولكن أبناء المقاومة وأسود الله في هذه المنطقة وفي هذه البقعة أثبتوا عام 2006 من جديد صدق الكلمة التي قيلت إنّ إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت. العنكبوت وخيوط العنكبوت وبيت العنكبوت يمكن أن تخيف بعض الأطفال والجبناء وأصحاب القلوب الضعيفة، أمّا رجال الله أما أنتم فلا يمكن أن يخيفكم لا عنكبوت ولا ما هو أقوى منه، إرادتكم أقوى من الحديد والفولاذ وأنتم أثبتم ذلك. نائب قائد المنطقة الشمالية قال بعد المعركة في بنت جبيل وعيناتا ومارون وعيترون وكل تلك القرى، قال لحالوتس : أنت لا تدير الحرب بشكل صحيح، من أصل خمسة ألوية أنهكنا ثلاثة ألوية ولم نحقق شيئا على الإطلاق.
حاولوا الدخول بعد أن احتلوا بلدة مارون وتجاوزا بلدة عيترون ووقف أهلها ومجاهديها أمام التحدي، وعجزوا عن غيرها من القرى تسللوا لمحاصرة بنت جبيل وعيناتا وحاولوا الدخول من أكثر من نقطة عبر الدبابات والمشاة والإنزالات ولكن عند كل محور ومعبر ونقطة كان رجال الله وأسود الله بالمرصاد حاضرين مستيقظين واعين يفاجؤون العدو ويرهبونه ويقتلونه ويمزقون صفوفه وكانت الفئة المؤمنة القليلة تهزم دباباتهم وألويتهم وكتائبهم وسراياهم وتسخر من سلاح جوهم وقذائفهم ومن كل النار، لقد قاتل شهدائنا ومجاهدونا الأبطال هناك عند كل تل وفي كل وادي ومن بيت إلى بيت ومن زيتونة إلى زيتونة، لو قرأتم ما كتب الإسرائيليون عن تلك المعارك عن أروع ملاحم الإستبسال والصمود والبطولة التي قدمها مجاهدونا ومقاتلونا، هناك كانت معركة رشاش والـ آر بي جي والعبوة والقنبلة اليدوية والمضاد للدروع واللحم على اللحم والجسد العاري بمواجهة الجندي المدجج بالسلاح، هناك كانت من أروع ملاحم البطولة التي تكررت في أماكن أخرى في الجنوب وفي البقاع وعلى امتداد الساحة اللبنانية، لكن للأسف لم يقدر لنا أن نعرض هذه التفاصيل على العالم إلاّ في الآونة الأخيرة بسبب الأوضاع الداخلية اللبنانية. لقد قاتل أحباؤكم في أسوء ظروف عسكرية متصورة على العسكري: سلاح جو وقصف جوي وقصف مدفعي آلاف الغارات والتدمير الشامل للبيوت والمنازل والأسواق ولكل الأماكن، لكن المحصلة هي إعادة الإسرائيليون دباباتهم المدمرة وأشلائهم الممزقة وجرحاهم المهزومين وجنودهم، حتى الذين بقوا على قيد الحياة عادوا بهم إلى مستشفيات الأمراض العقلية والنفسية. فشل الصهاينة هناك، قيادتهم إدارتهم الضباط الكبار، من قيادة الأركان إلى قيادة المنطقة الشمالية إلى قيادة الجبهة المباشرة إلى قيادة ألوية النخبة كل هؤلاء كانوا يديرون المعركة، عشرات الآلاف، ألوية دبابات، بمقابل عدد محدود من أبنائكم من أبناء قراكم الطيبين المجاهدين الذين قد لا يملكون التقنية والسلاح الكافي ولكنهم يملكون الإيمان الذي لا مثيل له في العالم.
هذا الصمود في هذا المربع وفي هذه البلدات وعلى امتداد الجنوب وخصوصا جنوب الليطاني وفي البقاع وفي الضاحية وفي كل مكان، جعل الإسرائيلي يفهم جيدا أن الدخول العسكري إلى قرانا مكلف جدا وباهظ الثمن، قد يتمكن من الدخول إلى قرية هناك أو هناك كما فعل مع مارون الراس أو قرى أخرى صغيرة في الجنوب ولكنه يعرف أنّ أي دخول سيكون مكلفا، ولذلك اختار العبور من خلال الأودية والتسلل في الليل، هذا الجيش الجبار كان ينتظر الليل ليتسلل فيه كاللصوص بعيدا عن أعين المجاهدين لأنه كان يفترض أنّ المجاهدين يفقدون قدرة القتال في الليل، وكان يحاول من خلال العبور في الأودية أن يصل من أقصر النقاط إلى نهر الليطاني في الأيام الأخيرة في الحرب ليحقق إنجازا سياسيا ومعنويا، ليضحك على شعبه الإسرائيلي ويستغبيه ويستغبي العالم ليصل إلى نقطة يضع فيها جنوده أقدامهم في مياه الليطاني ويصوّر للعالم أنه وصل إلى نهر الليطاني : تعالوا وتحدثوا معنا، فاوضونا من موقع آخر... هذا لم يتمكن من تحقيقه، في الوديان وفي الليل كان أبناؤكم يسهرون الليل ويكمنون للعدو ويدمروزن دباباته.
أيها اللبنانيون وأيها العرب، من أعظم ما يسجل في حرب تموز 2006 أنّ لهؤلاء المقاتلين ميزة قد يقل مثيلها في جيوش العالم وفي حروب المقاومة في العالم وهي أن مقاوميها لم يهربوا من ساحة القتال ولم يدفنوا أسلحتهم ويهربوا، بعضهم قاتل حتى الشهادة وبعضهم قاتل حتى الأسر وهنا نذكر بالخير إخواننا الأسرى في مثل هذه الأيام في سجون العدو وبعضهم قاتل حتى آخر طلقة فغادر المكان إلى مكان آخر ليقاتل منه ويواصل المقاومة، وهذه أهم ميزة وعبرة في حرب تموز. فيما كان مجاهدونا في بعض الأماكن يحاصرون بفعل القصف الجوي والإنزالات وتقطيع الطرقات ويعيشون أحيانا ظروفا صعبة على مستوى التموين، إذا كنا نأذن لهم بالإنسحاب وكانوا يقدرون أنّ لديهم قدرة في الإستمرار بالمعركة كانوا يفضلون البقاء. في بعض المواقع كنّا نطلب أن نرسل لهم بديلا فكانوا يرفضون العودة إلى الخط الأمامي. هؤلاء المقاتلون خلال 33 يوما في الليل والنهار لم يستبدلوا بل أضيفت إليهم قوات، لم يغادروا وصمدوا... ولكن قوات النخبة الإسرائيلي عندما كانت تدخل بعد 48 ساعة تطلع صرخات قوات النخبة : "بدلونا رجعونا بدنا نرتاح معدش فينا نكمل" مع العلم أنهم يستظلون بأقوى سلاح جو في منطقة الشرق الأوسط . أمّا إخواننا فكانوا ثابتين وصامدين في كل مواقعهم لأنّهم كانوا يستظلون بما هو أقوى وأكبر من كل أسلحة العالم بالله سبحانة وتعالى.
في نهاية المطاف كانت البطولات في بقية المواقع والبلدات وصولا إلى آخر خط إلى الغندورية التي أرادوا عبورها إلى نهر الليطاني لتصل أقدامهم إلى هناك وكان وادي الحجير وادي السيد عبد الحسين شرف الدين وموسى الصدر، وادي كل هؤلاء الرجال الكبار والقادة العظماء، كان لهم بالمرصاد ومعه الأودية والقرى والبلدات المحيطة فلحقت بهم كل هذه الخسائر وأذلتهم وقبلوا فغي نهاية المطاف بوقف ما يسمى بالأعمال العدائية، وأنا أريد أن أقول أكثر من ذلك، هم كانوا في بعض المناطق عاجزين عن استرجاع قواتهم بعد وقف سلاح الجو للعمليات، كيف يستعيدون هذه القوى التي أنزلوها في أماكن ونقاط متقدمة، حتى أنني أذكر في تلك الأيام أن قيادة قوات الطواريء في ذلك الحين طلبت المقاومة أن لا تفجر عبواتها في الطرقات عندما يعود الإسرائيليون لتثبيت وقف النار... عادوا وانسحبوا بهذه الكيفية وهذه الطريقة.
هذا الصمود عندكم وفي كل القرى الأمامية أفشل العملية البرية وبالتالي أطاح بكل المساعي السياسية لفرض شروط على لبنان لا تناسب لبنان بالحد الأدنى وأدت إلى إخفاق العدو في تحقيق أيّ من أهدافه، حتى الأسرى لم يتمكن من استعادتهم وأنا أجدد اليوم للأسرى ولعائلات الأسرى من إخواننا وأحبائنا ما قلته في 12 تموز : لو جاء العالم كله لن يستطيع أن يعيد الجنديين الإسرائيليين إلى إسرائيل وإلى حكومة إسرائيل، الطريق الوحيد هو التفاوض غير المباشر والتبادل ليعود أسرانا وأخواننا وأحباؤنا مرفوعي الرأس نستقبلهم ونقيم لهم الأعراس ودون منّة من أحد في العالم.
هذا الفشل البري الميداني أدّى إلى انتهاء العملية العسكرية، هذا الفشل يضاف إلى مجموعة الفشل في المجالات الأخرى، استمرار المقاومة التي كانت ترابط وتسهر وتحرس وتطلق الصواريخ وتقاتل، صمود الشعب اللبناني وصمود القوى السياسية والتضامن والتعاون والتكافل وكل العوامل الأخرى لا شك أنها كانت عوامل مؤثرة ولن هذا الفشل البري كان العامل الحاسم في الأيام الأخيرة. لو قدّر أن تسقط هذه البلدات أمام الزحف البري الإسرائيلي لعطّلت إسرائيل القرار 1701 ولطلبت من المجتمع الدولي أن يعطيها فرصة أسبوع أو أسبوعين أو ثلاثة إضافية وكانت ستحصل على ذلك بكل تأكيد وبابتسامة عريضة أيضا ولواصلت حربها على جنوب الليطاني وعلى شمال الليطاني وعلى كل لبنان لتغيّر كل المعادلة وليبدأ المولود القذر والذي اسمه الشرق الأوسط الجديد الذي يتولد من رحم أمريكية قذرة بالخروج والتواجد، ولكن أنتم أسقطتم هذا الجنين غير الشرعي وأنتم أنهيتم هذا المخاض وأنتم قضيتم على هذا المشروع.
هناك مجاهدوكم وأبناؤكم وأبطالكم، هذه جوانب مشرقة من مواجهتنا وللأسف البعض في لبنان أراد لنا أن نغرق في الظلام وأن لا نرى إلاّ خسائر التي نعتبرها تضحيات، كل حركات المقاومة في التاريخ وكل الشعوب التي قاومت في التاريخ من أجل حريتها واستعادة سيادتها وأرضها والحفاظ على كرامتها لم تتحدث عن خسائر بل تحدثت عن تضحيات واعتزت بها ورفعت رأسها بالتضحيات وأقامت نصب تذكارية لشهدائها ولمدنها المدمرة ولبيوتها المهدمة، لم تقف على الأطلال لتبكي هنا أو تبكي هناك وإنما اعتزت بالنصر الذي صنع بالدم وبالبيوت المهدمة وبالدموع والآلام وآلام التهجير.
هذه الصور المشرقة يجب أن تقدم للبنانيين وللعرب وللعالم جميعا لتعرفوا أيّ رجال ونساء عندكم في لبنان، لأنّ الذين كانوا يقاتلون في الخطوط الأمامة ليسوا أبناء القرى الأمامية فقط وإنما هم مقاومون من كل لبنان ومن بيوته وعائلاته وبلدته ومدنه وقراه، نحن نملك هذه الثروة الإنسانية الهائلة الضخمة في إنساننا المؤمن العزيز القوي القادر على التحدي وصنع النصر وعلى تغيير المعادلات ومواجهة المؤامرات وفرض إرادته على العالم كله ولو احتشد كل هذه العالم خلف عدو طاغٍ ومتغطرس كإسرائيل.
نستذكر هنا شهداؤكم وجرحاكم وأسراكم وشعبكم الوفي والمدنيين سواء الذين بقوا حتى آخر يوم او الذين هجروا وتحملوا الام الهجر والبعد عن الديار والبيوت والاحبة وظروف العيش الصعبة هؤلاء الناس الطيبون المدنيون العزل من السلاح الذين حسموا المعركة في 14 اب . انتم حسمتم المعركة وعدتم الى ارضكم مرفوعي الرأس وستبقون في هذه الارض.
هنا اسمحوا لي ان اوجه رسالتين رسالة الى الداخل ورسالة الى العدو. رسالة الداخل اللبناني اقول : لا تجدن المقاومة في لبنان احرص الناس على الوحدة الوطنية وعلى السلم الاهلي والاستقرار والعيش المشترك وعلى مشروع الدولة، وعلى التآخي والتراحم بين اللبنانيين بمختلف طوائفهم ومذاهبهم وتياراتهم ومناطقهم . وكل من يحاول ان يشكك بهذه الارادة من خلال الخطاب والمقالات ووسائل الاعلام المدججة بالاكاذيب وبالمال الحرام لا يجوز ان يؤثر على قناعتكم وعلى معرفتكم وانتم تعرفوننا من خلال التجربة 25 ايار وما بعد 25 ايار ال2000 تعرفون كيف تصرفنا وبدون منة على احد من اللبنانيين. هذه قيمنا واخلاقنا وثقافتنا وديننا وحضارتنا وهذه حقيقتنا هكذا نتصرف لا ننتقم ولا نثأر ولا نشمت ولا نسيطر ونحن لا نمارس أي بديل عن الدولة لا نحاكم ولا نقاضي ولا نصدر الاحكام ولا ننفذ الاحكام لسنا نحن من نصب نفسه مدعيا وقاضيا وجلادا في ان واحد، غيرنا الذي كان يفعل ذلك .
في الايام الاخيرة جاؤوا الى اكاذيب جديدة وقالوا حزب الله وامل والشيعة يريدون تغيير اتفاق الطائف ويريدون الانقلاب على صيغة النظام السياسي الحالي، هذا كذب وافتراء وغير صحيح. لو كنا نريد ان نفعل ذلك كان يجب ان نقول ذلك في 25 تموز 2000 في بنت جبيل . كان يجب ان تسمعوا خطابا مختلفا ولغة مختلفة لكن هذا لم يكن الحقيقة . حقيقتنا هي ما سمعتموه في 25 ايار 2000 والحقيقة التي اقولها الان باسمي وباسم حركة امل وباسم كل الذين يتهمون اليوم بانهم يريدون تغيير الطائف وتعديله والانقلاب على الصيغة السياسية الحالية في لبنان . هذا الالتزام منا سوف يفتح علينا ابوابا اخرى لمن يمكن ان يقول لنا كيف تقبلون بهذه الصيغة وبالتالي يصدروا علينا احكاما قضائية واحيانا احكاما شرعية .فلندع هذا جانبا ولنتكلم عن لبنان نحن لم نطرح شيئا جديدا نعم بكل صراحة الفريق الاخر واعلام الفريق الاخر في الاونة الاخيرة لم يعد يجد من يتكلم عنه فاخترع قصة المثالثة بدل المناصفة ، يعني بدل المناصفة بين المسلمين والمسيحيين المثالثة بين الشيعة والسنة والمسيحيين .
هذا غير صحيح نحن قرأناه في صحف فريق 14 شباط . وانا لم اسمع هذا الحديث من احد . ثم قيل بعد ذلك ان الايرانيين طرحوا هذا على احد الوفود الاوروبية، سألنا الايرانيين قالوا هذا غير صحيح ليس من شأننا ان نفعل ذلك ونحن لا نفعل ذلك ولم نفعل ذلك بل الصحيح ان وفدا اوروبيا سأل الايرانيين وقال لهم هل تعتقدون ان اتفاق الطائف ما زال صالحا للبنان فاجابهم الايرانييون هذا شأن لبناني يجب ان يسأل عنه اللبنانيون هذا هو الذي حصل. جاءت الصحف التي آسف ان اقول يجب ان تفتش بالسراج والفتيلة لتجد فيها بعض الصدق لتتحدث وتكتب مقالات وتؤسس لمعركة سياسية كبرى اسمها تغيير الطائف والمثالثة بدل المناصفة . هذا الامر يجب ان يقلعوا عنه ولا يمكن ان يصرف احدا عن الاهتمام بالقضايا المركزية . انت تطرح في لبنان الحل بحكومة وحدة وطنية ووفاق وطني وانقاذ وطني وشراكة وطنية . تراهم يوم يلهونك بالمحكمة ويوم بالمثالثة بدل المناصفة ويوم يلهونك بالف قصة وحكاية . المهم عندهم تقطيع الوقت حتى لا تقام حكومة وحدة وطنية في لبنان وحتى يستمر الفريق المسيطر على السلطة في سيطرته وفي اخطائه وارتكاباته على اكثر من صعيد سياسي واداري واقتصادي وانمائي وامني ومالي وليس الان وقت للدخول في هذا الملف .
رسالتي الى الداخل اللبناني المسلمين والمسيحيين الى الشيعة والسنة والدروز وكل اتباع المذاهب المسيحية اقول لهم نحن رسالتنا واضحة نريد لبنان بلدا للجميع ولكل ابنائه وطوائفه لا نريد تغيير الصبغة السياسية ونحن لا نطمح لحكم لبنان ولا للسيطرة عليه ولا عل الاستبداد بلبنان . اقصى ما نطمح اليه هو الشراكة ان يكون هناك شراكة سياسية في ادارة البلد واقصى ما نطمح اليه ان تصل الينا الكهرباء كما تصل الى بقية المناطق اللبنانية .؟ اقصى ما نطمح اليه هو ان يتعاطى معنا كلبنانيين مواطنين لبنانيين طبيعيين وليس مواطنين من الدرجة الثانية . هذا هو طموحنا الحقيقي المتواضع ولكنه الجدي وبالتالي اعيد التأكيد على كل كلمة كتبت في التفاهم الذي وقعناه مع التيار الوطني الحر وهذا المعنى تلتزم به كل قوى المعارضة سواء كانت من المسلمين او المسيحيين . لا داعي لاقلاق الداخل ولا لاخافة الداخل لا داعي ليتحدث احد لا عن دولة اسلامية ولا عن اسلمة لبنان ولا عن تحويل المسيحيين الى اهل ذمة ولا عن سيطرة شيعة على ظهر بقية المسلمين .كل هذه خيالات واوهام يراد بها ايقاع الفتنة بين اللبنانيين وابعاد اللبنانيين عن بعضهم البعض ودفعهم الى الاقتتال والى الفتنة والصراع الداخلي كما يجري في بلدان اخرى الان .
واعود واقول لتجدننا احرص الناس على هذا المعنى الذي اقوله، قد يأتي البعض ويقول في العام 83 وال85و89 و90الخ.... فلان تحدث عن دولة اسلامية وفلان تحدث عن نظام اسلامي، قيل هذا وفي نفس الوقت فلان تحدث عن وطن قومي مسيحي وفلان اقام ادارة مدنية ذاتية وفلان تحدث عن تقسيم لبنان . تعالوا نرى الان، الناس تتطور وتنضج وتنموا وترى الوقائع والحقائق بشكل واقعي اكثر وافضل وعلى هذا الاساس تعالوا لنبني مستقبلنا بعيدا عن كل حسابات الماضي وخلافاته . هذا ما قلناه بعد الحرب تعالوا لنضع الكتف بالكتف واليد باليد لنبني البلد ونعمرها ونحميها من خلال حكومة وحدة وطنية فرد علينا بان هذا انتحار . انتحار لمن ؟ انتحار لمن يريد ان يستأثر ويستبد ويسيطر على البلد .
اما الرسالة للعدو الذي اراد ان يرمم صورته وهيبته التي فقدها عام 2000 وفقدها ايضا في مواجهة الانتفاضة الفلسطينية المباركة ومن خلال حرب تموز 2006 . انا اقول له وانتم من خلال حضوركم وتأييدكم تثبتون للعدو ما ساقوله، على هذا العدو ان يعرف انه بالدرجة الاولى لم يتمكن من المس بمعنوياتنا وبارادتنا وبعزمنا هذا من المؤكد، ان دماء الشهداء واطفالنا الشهداء ونسائنا الشهداء ان ما لحق ببيوتنا وارزاقنا وبلدنا لا يمكن الا ان يصلّب ارادتنا ويزيد وعينا بعدوانيته وبوحشيته وغطرسته وباستحالة التعايش مع وحش غدار رابض على حدودنا يعتدي علينا منذ ان ولد الى اليوم ويطمع بارضنا ومياهنا، نحن وعينا اقوى من أي وقت مضى وارادتنا اقوى وعزمنا اشد وتصميمنا اشد . هذا من جهة، في هذه المعركة كنا نشاهد عون الله ونصرته وتأييده ولكننا في هذه المعركة شهدنا اكثر واكثر في مواجهة أي تهديد سنكون اشد يقينا بالنصر وباننا ستلحق الهزيمة بالعدو هذا في الارادة والعزم والتصميم.
اما في البنية الجهادية العدو يعرف بالرغم من بعض الذين لا يعرفون عندنا هنا، ان البنية العسكرية للمقاومة البشرية هي اقوى واشد وامضى، هناك اجيال التحقت بالمقاومة بعد انتهاء الحرب في 13 اب، اجيال من الشباب الذي يعتبر ان معركته بدأت الان مع العدو، الشباب الذي لا يعرف الملل ولا الكلل ولا الهزيمة ولا الضعف، الشباب الذي تفتح عقله وقلبه وعيونه على النصر الاسطوري الذي تحقق في تموز 2006 . في الماضي اذا كان يقاتل عدد من المجاهدين فانا اقول للعدو وللعالم يمكنك ان تضرب هذا العدد بأعداد كبيرة جدا، اليوم لدينا سيل هادر من الشباب المقاوم على امتداد الساحة اللبنانية والاكثر استعدادا للصمود وتحقيق الانجاز وصنع الانتصار .
هذا في الموضوع الانساني واما في الموضوع التسليحي انا اقول لمجلس الامن الذي يقول ان تصريحاتي لقناة الجزيرة عن امتلاكنا لصواريخ تطال كل نقطة في فلسطين المحتلة ان هذا خرق للقرار 1701 ولا اعرف ما اذا كان البيان الرئاسي سيحتفظ بهذه الفقرة او لا .؟ اقول للمجتمع الدولي الاعمى الذي لا يتطلع ولا يرى نهائيا اسرائيل التي حصلت خلال عام على اسلحة امريكية متطورة وطائرات أمريكية حربية حديثة وتكنلوجيا حديثة وذخائر اضافية، إسرائيل التي تتجهز وتتدرب وتناور في الليل والنهار في الشمال وفي الجولان، اسرائيل التي تهدد بالحرب في هذا الصيف وفي كل صيف ألا يخرق هذا القرار 1701 ؟ إسرائيل التي تخرق سمائنا وتعتدي على أرضنا، اما ان يقف لبناني ويقول نحن كنا نستطيع في تموز 2006 ولا زلنا نستطيع، اين الخرق هنا هذه الامكانات كانت عندنا بتموز ال2006 وفي اب 2006 واليوم هي عندنا وانا أجدد وأقول لمجلس الامن الدولي : نعم انا اقبل ان أدان وخذ مني تصريح : نحن نملك وسنبقى نملك صواريخا تقصف أي مكان في فلسطين المحتلة اذا اعتدت إسرائيل على لبنان، نحن لم ننتظر احد في العالم ليدافع عنا، لن يدافع عنا احد من ال48 وحتى 78 عندما كانت إسرائيل تعتدي على قرانا وبلداتنا وحدودنا وتقتل النساء وترتكب المجازر في حولا وفي غير حولا، لم يدافع عنا احد في العام 78 عندما ارتكبت المجازر وصولا الى بلدة العباسية ولم يدافع عنا احد عام 82 ولا في تموز 93 ولا نيسان 96، نحن ندافع عن أنفسنا وعن بلدنا وشعبنا واهلنا وقرانا، لم نطلب من احد ان يدافع عنا، هناك حالة واحدة مقبولة لدينا هي ان يصبح لبنان ولدى لبنان جيش قوي مقتدر قادر على حماية لبنان من أي اعتداء إسرائيلي في غير هذه الصورة.
نحن من واجبنا الديني والالهي والوطني والأخلاقي ان نمتلك البنية القتالية والسلاح لنحمي بلدنا وعرضنا وأطفالنا وأجيالنا ونقول لكل من يريد ان يهجرنا من أرضنا الى أي مكان اخر وقلنا هذا في تموز نحن لم نغادر لبنان لا جنوب لبنان ولا بقاعه ولا أي ارض من لبنان نحن ولدنا هنا آبائنا وأجدادنا دفنوا هنا ولدنا هنا نعيش هنا نموت هنا ونقتل هنا وندفن هنا .هذه أرضنا المباركة المقدسة التي لا يمكن ان نتخلى عنها لاحد . ليعرف العالم كله المقاومة في لبنان واللبنانيون ليعرفوا المقاومة في لبنان ليست مشروع حرب ونحن لا نريد الحرب ولم نرد الحرب، المقاومة هي مشروع دفاع في مواجهة تهديد والأطماع والاحتلال والتجاوز على كرامة وحرية لبنان الان وفي المستقبل وهذه المقاومة التي عجزوا عن ضربها والقضاء عليها في كل الحروب السابقة وأقصاها وأمرها كانت حرب تموز 2006 هذه المقاومة بكم وبإرادتكم وإيمانكم ومحبتكم هي باقية باقية منتصرة منتصرة لا يمكن ان تعرف الهزائم .
اقسم عليكم بالله العظيم وبكل مقدس وعزيز وحبيب ان لا تفعلوا ذلك لان في هذا اذى لنا وللناس جميعا .وقال : بالرغم من كل تشكيك وتردد نحن انتصرنا نصرا إلهيا تاريخيا استراتيجيا واثار ونتائج وتداعيات هذا النصر سوف تبقى الى عقود من الزمن كما ان الهزيمة كانت ستصنع شرق أوسط جديد فان انتصاركم سيصنع شرق أوسط جديد اخر ، لشعوب المنطقة ينتمي الى ارادتها وعنفوانها وحضارتها ومصالحها هي .
اللبنانيون مدعوون جميعا بعيدا عن المكابرة مدعوون الى بناء القوة الذاتية اللبنانية سياسيا التي تدير الب