السيد نصر الله : تقرير فينوغراد حسم نهائياً مسألة النصر
إدراج : قناة المنار - بتاريخ 02/05/2007
ألقى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كلمة خلال افتتاح المعرض الثاني لجمعية المعارف الإسلامية في مجمع سيد الشهداء عليه السلام في منطقة الرويس بضاحية بيروت الجنوبية ومما جاء فيها من مقتطفات:
هذا المعرض والجمع هو تعبير صادق لارادة الحياة والثبات والعزم على مواصلة العمل وهذا الاحتفال وهذا الجهد اليوم دليل ايضا على الجدية على روح العمل الدؤؤبة على النفس الواثقة المطمئنة المتفائلة التي تتطلع دائما إلى المستقبل إلى الروح التي لا يتسلل اليها الوهن هذا احد المشاهد .
في كل يوم تقدمون مشهدا يدل على كل معاني التي ذكرتها وهذا عنوان الحياة من طبيعة المعرض واللقاء يتم اليوم على التزامنا على عملنا والثقافي الفكري واهتمامنا الاكيد والراسخ في هذا الجانب وهذا كما هو تعبير عن الفطرة الانسانية السليمة والصحية التي اودعها الله في الانسان في المجتمع البشري كذلك هي تعبير عن انتمائنا الدين والفكري لليدين والرسالة الذي اصله العلم وروحه العلم وغايته الكبرى المعرفة.
واضاف سماحته قائلاً: السيادة والحرية والاستقلال لا تتحقق بالتجماعات بل ذلك يحتاج إلى عمل جوهري اساسي لتستطيع ان توجد وان تبنى وطنا او دولة تتمتع بالسياسة والحرية والاستقلال واذا عدنا للعناوين لوجدنا ان لا معنى للسيادة من دون استقلال.
هذا هو المدخل، من يريد السيادة يجب ان يحقق الاستقلال ومن يريد الحرية يجب ان يحقق عناصر الاستقلال. واهم تلك العناصر واولها العلم والمعرفة في كل المجالات وعلى كل المستويات وهو الذي يمكن ان يجعل منا وطنا مستقلا وامة مستقلة.
الامين العام لحزب الله قال: يجب ان يكون لدينا القدرة على هذا الصعيد بل على اساس ان نتمكن من تطوير حياتنا على المجالات كافة ففي العلم لا يوجد قناعة فالقناعة مطلوبة في مباهج الحياة اما العلم فلا حدود له على مستوى الدنيا والاخرة. نحن معنيين جمعيا على ان نقوي حركة وحالة اجيال الشباب بالدراسة والثقافة في اشكالها المختلفة، وان نساعد في توفير الظروف المادية والمعنوية وليس ذلك لفظيا بل يجب ان تبذل جهود على هذا الصعيد.
نحن امة بحاجة إلى الكتاب والدراسة ومن اهم عناصر المواجهة في هذه المرحلة هي مراكز الدراسات والتخطيط كما هي الحال في كل مكان في العالم.
ان المتهم الاول في ابقاء الامة متخلفة وجاهلة هم الذين يحكمون هذه الامة ويملكون مقدرات الامة وهذه هي المشكلة التي نواجهها.
وحتى عندما ما ننظر إلى التحديات التي نواجهها من لبنان إلى العراق والى فلسطين نتعاطى مع الظواهر والقشور ولكن لا ناخذ الدراسة بعمق لما يحصل بل ننظر عما يقدمه الاعلام من الفتات، ونحن نتعاطى مع المسائل بسطحية .
قبل اسابيع نقلت مجلة ايكونوميست عن شركة "بريتش بيتروليم" حول المخرون النفطي في العالم من حيث البلدان التي تمتلك المخزون الاعلى. المحصلة تقول ان المخزون النفطي في العالم في نهاية العام 2005 هو 1.2 ترليون برميل نفط . والمهم، يقول التقرير سيستمر انتاجها للنفط بين 62 عاماً لليبيا و 66 عاما للسعودية وحوالي 100 عام للعراق والكويت والامارات. في الدول الاسلامية ايران ستستمر في انتاج النفط إلى 92 عاما. النفط يتمركز عمليا في ايران والعراق والجزيرة العربية واطول مدى زمني تحصل عليه السعودية والكويت وايران والعراق. اما الولايات المتحدة فسينفذ احتياطي النفط لديها خلال 12 سنة وكذلك الصين اما روسيا فهي افضل حالا فتستهلك احتياطها 21 عاما ومن خلال الارقام نفهم ما يحصل عندنا في المنطقة. عندما يكون المشهد امام الادارة الاميركية هو في احسن الاحوال 21 لروسيا و12 للولايات المتحدة نستطيع ان نفهم ان المسالة بالنسبة لامريكا هو ليس نشر الديموقراطية على الاطلاق وهم الذين تراجعوا عن شعارات الديموقراطية إلى الاعتدال وليس حماية الحريات العامة وهي التي كانت تحمي اعتى الديكتاتوريات خلال مئة عام.
لقد عملت الإدارات الأميركية على حماية نظام الشاه وهو نظام ديكتاتوري وسفاك للدماء وهي العامل الأصلي خلف إشعال الحرب الإيرانية - العراقية، وحول غزو العراق للكويت وإخافة الأنظمة في الخليج. انظروا إلى خريطة توزع القوات والأساطيل الأميركية وانظروا اليها الان، ستجدون ان معظمها في منطقتنا في البحر الأحمر والخليج والمحيط الهندي والدول المحيطة، هل ذلك لحماية الدول الإسلامية والعربية. وهل ذلك لإنقاذ شعوب المنطقة وهل تصدق الشعوب العربية أنها جاءت لانقاذهم من الديكتاتوريات العاتية ولاحلال الامن والاستقرار في بلداننا على الاطلاق لا.
لقد قلت سابقا ان الاحتلال الاميركي العراق سيؤدي لتدمير العراق. لقد بدا للناس ان امريكا تأتي للعراق من اجل التخلص من اسلحة الدمار الشامل او انقاذ الناس من صدام حسين، بل من جلال كل ما قرأته الهدف اولاً هو النفط وثانياً هو حماية اسرائيل، النفط الذي من امسك به امسك بقرار وزعامة العالم، هذه هي الحقيقة وهذا ما يترجم اليوم.
ونحن نتصور ان المعركة في العراق هي معركة سنة وشيعة وان هناك حرباً لمن السلطة ستكون هناك، وبعضنا يستحضر كل كتب وملفات الماضي واسف ان اقول وبنظرة متشائمة ان هدف امريكا واسرائيل ليس تقسيم العراق فحسب بل تدمير العراق حتى لا يبقى بشر ولذلك هدف الحرب هناك هو تهجير العراق حتى لا يبقى احد.
اليوم امريكا تواجه مأزق في العراق والبعض سمعناه يقول انه نفذ 5000 عملية انتحارية في العراق، تصوروا ولو نفذت تلك العمليات ضد قوات الاحتلال اين أصبحت أمريكا الان .
الولايات المتحدة الاميركية تعرف جيدا ان السيطرة على هذه المنطقة هو انهاء روح وثقافة وارادة المقاومة وفكرها وعزمها وطالما هناك ذلك في منطقتنا العربية والاسلامية فلن تتمكن من السيطرة على منطقتنا. وكي تتمكن من ذلك هناك ثلاثة امور اولا ان تقضي على كل مظهر من مظاهر المقاومة وان تحافظ على قوة وتفوق اسرائيل وان تحافظ وتدعم وتقيم انظمة ديكتاتورية تسمع وتطيع ولا تناقش وهذه عناصر المشروع الاميركي ومن هذه الزاوية نرى حرب تموز الاخيرة على لبنان.
في العمق الاميركيون اخفوا الاهداف، اولمرت والصهاينة قالوا تدمير المقاومة وهذا اعمق من تعبير نزع سلاح المقاومة، كان الهدف من حرب تموز تدميرك انت، من روحك وعزمك وفكرك وكل امل لك بالوقوف، وتدمير المقاومة بكل ما تعنييه المقاومة. وبهذا السياق تأتي الحرب الشاملة على لبنان وافغانستان العراق وعلى كل ارادة صمود في منطقتنا العربية. عدوك له مشروع وارادة واحدة ومنسقة ونحن يقاتل كل منا الاخر في موقعه. في الحد الادنى فلنفكر ونحلل معا لنفهم ما يجري من مشروع واضح المعالم هو الشرق الاوسط الجديد.
الشرق الاوسط الجديد هدفه السيطرة وليس من خلال الحكومات، بل من خلال دولة اسرائيل التي بدأت تهتز، هذا هو الشرق الاوسط الجديد الذي وقفنا بوجهه في اخطر اوجهه والحقنا به الهزيمة.
عندما نأتي إلى تقرير لجنة فينوغراد وهو بالمناسبة تقرير اولي: اول نتيجة مهمة لعمل هذه اللجنة انها حسمت نهائيا مسألة النصر والهزيمة وعبارة كلمة الفشل اكثر من مئة مرة وردت في نصوص التقرير واضطر التقرير ان يعترف في فشلها في ادارة الحرب.
نحن منذ الرابع عشر من أب أي في لبنان وفي غير لبنان ننقاش انتصرنا ام لم ننتصر(.....)
للاسف اليوم نحن ننتظر لجنة اسرائيلية لتحسم لنا هذا النزاع حتى تقول انتم انتصرتم او انهزمتم اليوم في الكيان الصيهوني يؤكدون انهم هزموا .
النقطة الثانية هي وانا اقدم لكم الأمر بلغة مختلفة، عندما استقبلنا الاسرى في المرة الاخيرة انا قلت ان شارون قاتل ومجرم ومرتكب مجازر ولكن انا قلت في هذا الموضع احترمه ومن امثاله من قادة العدو، فعندما تجد قائداً يحترم اسيره ويعمل ليل نهار حتى يحرره او ببعض رفات وتراب اسيره وجثته، عندما تجد هكذا شخص لا تقدر لو بالمعنى الانساني الا ان تحترمه. اليوم يؤسفني ان اقول نفس الشيء نحن اليوم امام كيان مخلص لحقه لدولته.
عندما يتعلق الامر او يهدد وجود وبقاء دولة اسرائيل والصهاينة،فانهم يتعاملون ويضحون بالف اولمرت، فمن اجل دولة الصهاينة هم يفعلون ذلك، وذلك جدير بالاحترام عندما يشكل شخص لجنة للتحقيق في ذلك يقدر وجدير بالاحترام اكثر عندما تدين تلك اللجنة الشخص الذي عينها. وان كان هذا كيان معادي ولكن عندما يتصرف بصدق واخلاص حتى في قضيتها المحقة (بالنسبة له) لا تستطيع الا ان تحترمه.
هم يدرسون الهزيمة لدرس العبر اما نحن لا ندرس النصر لنحقق نصر اخر واخر في هذه المعركة الطويلة المفروضة علينا ،انا لا اريد ان اشمت باولمروت وحالوتس وانا اقول لبيريتس صدقت لن انس هذا الاسم، لان بوجود هكذا حكومة حققنا النصر، وقلت في اليوم الاول هم قليلوا الخبرة وهذا الاسم الذي وفر لنا فرصة نصر تاريخي على العدو وانما لاقول لامتنا عندما ينتصر ويهزم ويتصرف باحترم هذا العدو فاننا يجب ان نأخذ العبرة .