رشحات من وصايا الكاظم عليه السلام ((صفر))
بسم الله الرحمن الرحيم
رشحات من وصايا الكاظم عليه السلام
المناسبة: ولادة الإمام موسى الكاظم عليه السلام
--------------------------------------------------------------------------------
نبارك لصاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف وولي الأمر في غيبته مدّ ظلّه العالي والأمّة الإسلاميّة ذكرى ولادة الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليهما السلام في السابع من شهر صفر اليوم المبارك الذي أزهر بنور الإمام الزاهر بالمعرفة والعطاء منذ بداية نشوئه، إذ يروي أبو حنيفة أنّه توجّه ذات يوم إلى منزل الإمام الصادق عليه السلام فوجد ولده موسى عليه السلام وكان صبياً فسأله سؤالاً عادياً ففاجأه بالجواب فزاد أبو حنيفة أسئلته عمقاً ممّا كان أعدّه لسؤال الإمام الصادق عليه السلام فإذا بفيوضات المعرفة تظهر على لسان الإمام الكاظم عليه السلام بما أدهش به أبو حنيفة الذي عقّب قائلاً: "فاستغنيت بما سمعت من الغلام وانصرفت بدون أن ألقى أبا عبد الله الصادق، وقلت ذريّة بعضها من بعض، والله سميع عليم".
هداية الناس
وحفلت حياة الإمام الكاظم عليه السلام بالعمل الحثيث لهداية الآخرين، ملبياً دعوة جده المصطفى صلّى الله عليه وآله لجدّه المرتضى عليه السلام : "يا علي، لئن يهدي الله بك رجلاً خير لك ممّا طلعت عليه الشمس". فكان عليه السلام يغتنم كلّ فرصة ليهدي من خلالها الآخرين.
فها هو الإمام عليه السلام يرى جارية [بُشر الحافي] تخرج من بيته وأصوات الغناء وأجواء الملاهي تعلو منه، حيث كان " بُشر" من الغارقين في المجون والانحراف، فالتفت الإمام الكاظم عليه السلام إلى الجارية ليسألها: "يا جارية!صاحب هذه الدار حرٌّ أم عبد؟
فقالت: حرّ. فقال عليه السلام لها: صدقت لو كان عبداً لخاف من مولاه!".
فعادت الجارية إلى سيّدها ترتجف وهي تحكي له ما سمعت، فخرج " بُشر" حافياً مسرعاً يطلب الإمام عليه السلام ليعلن توبته بين يديه وليصبح بعد ذلك الزاهد [بُشر الحافي].
من وصايا الإمام الكاظم عليه السلام
كان عليه السلام يوصي أصحابه بتهذيب نفوسهم وتنظيم أوقاتهم قائلاً: "اجتهدوا في أن يكون زمانكم أربع ساعات: ساعة لمناجاة الله، وساعة لأمر المعاش، وساعة لمعاشرة الإخوان والثقات الذين يعرفونكم عيوبكم، ويخلصون لكم في الباطن، وساعة تخلون فيها للذاتكم في غير محرم، وبهذه الساعة تقدرون على الثلاث ساعات، ولا تحدّثوا أنفسكم بفقر ولا بطول عمر، فإنّه من حدّث نفسه بالفقر بخل، ومن حدّثها بطول العمر يحرص، اجعلوا لأنفسكم حظاً من الدنيا بإعطائها ما تشتهي من الحلال وما لا يثلم المروءة، وما لا سرف فيه، واستعينوا بذلك على أمور الدين، فإنّه روي (ليس منّا من ترك دنياه لدينه أو ترك دينه لدنياه)".
ووجّه إرشاداً عاماً لجميع المسلمين جاء فيه: "كفى بالتجارب تأديباً، وبممرّ الأيّام عظة، وبأخلاق من عاشرت معرفة، وبذكر الموت حاجزاً من الذنوب والمعاصي، والعجب كلّ لعجب للمحتمين من الطعام والشراب مخافة الداء أن [ينـزل] بهم كيف لا يحتمون من الذنوب مخافة النار إذا اشتعلت في أبدانهم...".
"إيّاك أن يراك الله في معصية نهاك عنها، وإيّاك أن يفقدك الله عن طاعة أمرك بها، وعليك بالجدّ، ولا تخرجن نفسك من التقصير في عبادة الله وطاعته فإنّ الله لا يعبد حقّ عبادته.
اتّق الله وقل الحقّ وإن كان فيه هلاكك، فإنّ فيه نجاتك، اتّق الله ودع الباطل وإن كان فيه نجاتك فإنّ فيه هلاكك.
تفقّهوا في الدين، فإنّ الفقه مفتاح البصيرة، وتمام العبادة والسبب إلى المنازل الرفيعة، والرتب الجليلة في الدين والدنيا، وفضل الفقيه على العابد كفضل الشمس على الكواكب، ومن لم يتفقّه في دينه لم يرضَ الله له عملاً ".
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
رجوع
23-01-2010 عدد القراءات 82