إدراج : قناة المنار - بتاريخ 25/05/2007
نص الخطاب الذي وجهه سماحة الامين العام لحزب الله عبر شاشة تلفزيون المنار بمناسبة الذكرى السابعة للتحرير الذي حصل في العام 2000 .
لا شك ان يوم 25 ايار من عام الفين شهد انتصارا تاريخيا كبيرا على العدو الصهيوني اعترف به كل العالم واعترف به قادة العدو السياسيون والعسكريون .ولم يقدر للاسف لهذا النصر ان يعطى حقه ولم يقدر ان يعطى لهذه التجربة الفريدة المشرقة ان يعطى حقها .
في المناسبة اود ان اتحدث في ثلاثة عناوين :
العنوان الأول له صلة بميزة مهمة من شخصية المقاومة وحقيقة المقاومة في لبنان من باب الوفاء لها .
العنوان الثاني : له صلة بدخول حزب الله الى الحياة السياسية اللبنانية في السنتين التاليتين .
العنوان الثالث يتعلق بالاحداث الاخيرة وتداعياتها في لبنان وموقفنا مما يجري وتصورنا له .
في المقطع الاول : انا اريد ان اتناول هذا الجانب من باب الوفاء للمقاومة ومجاهديها وشعبها .اود ان اسلط الضوء على جانب واحد فقط المعروف عن المقاومة في لبنان . انه شارك بها قوى اسلامية ووطنية عديدة منذ العام 1982 والجميع شارك في انجاز التحرير في العام 85 وصولا الى الشريط الحدودي القائم .واصلت العديد من القوى الوطنية والاسلامية عمليات المقاومة الى ان تحول مع الوقت حزب الله الى العمود الفقري للمقاومة .
المقاومة في لبنان معروفة في بعدها العسكري وقدرتها على التخطيط وادائها الميداني .
لكن من اهم ميزات المقاومة هي الالتزام . نحن في لبنان امام مقاومة ملتزمة واعني الالتزام الانساني والايماني والاخلاقي والوطني . ازالة الاحتلال عن ارضنا واستعادة تحرير الارض والاسرى كانت بالنسبة لنا ولاهل المقاومة هي قضية مقدسة وواجبا دينيا ووطنيا واخلاقيا وهذه الصبغة تنعكس على المجاهدين واهل المقاومة وسلاحها وسلوكها وعملها .
لذلك كنا نجد الحرص على دماء الناس في عملياتها هذا الجانب الذي تعاني منه بعض الحركات والمجموعات التي تتحدث في هذه الايام عن المقاومة العمليات كانت تستهدف قوات الاحتلال ولكن لم تستهدف المدنيين اللبنانيين في الاراضي اللبنانية ولم تستهدف مطلقا الابرياء . ولذلك كنا نجد ان العديد من العمليات كانت تعطل بسبب ودود مدنيين .وكانت المقاومة تحرص على الناس وكان هذا يؤثر في ادائها وفي عملياتها .
وكانت المقاومة تحرص حتى على حياة عائلات العملاء وهناك شواهد لا داعي لذكرها الان .
واضاف البعض اليوم يطبق فكرة "التمترس "خطأ يقول لك العدو يتمترس بالمدنيين وهذا يبيح له قتل المدنيين من شعبه وهذا غلط .وسأل سماحته ما المانع من تاجيل العملية يوم او يومين حتى يبتعد المدنيين الابرياء وهذا الامر متيسر في كل اعمال المقاومة . كان هدفنا في المقاومة انقاذهم وحتى عندما كنا نهددهم بالقتل كنا نريد لهم ان يتوبوا ويهربوا ان يتركوا هذه المواقع ولذلك في أي فرصة كانت تفتح ابواب التوبة والهروب لم نكن نلحق باي هارب لم نكن نتبع احدا ولم يكن لدينا هواية سفك الدماء حتى ولو كانوا عملاء ولذلك تركزت عملياتنا بشكل اساسي ضد الجنود الإسرائيليين . وفي يوم التحرير عندما انهارت ميليشيا العملاء وتجمع المئات امام بوابة فاطمة كانت المقاومة قادرة على قتل الكثيرين منهم ولكن لم نفعل طالما انهم اخلوا ساحة القتال وهربوا . هل المهم ان نسفك دماء الناس فلنترك لهم فرصة في العودة والتأمل .
وفي العنوان الثاني : دخل حزب الله الى الحياة السياسية اللبنانية في 14 شباط عام 2005 يوم ضرب زلزال كبير هذا البلد الصغير وكانت الجريمة الكبرى التي اودت بحياة الشهيد رفيق الحريري وعشرات من المواطنين اللبنانيين وبدا ان لبنان دخل نفق مظلما لا نعلم نهايته عند هذا التحديد وجدنا في حزب الله ان واجبنا يقضي .ان نحضر بقوة من اجل المساعدة في انقاذ بلدنا من المخاطر التي بدأت تتهدده من كل الجهات وان نقول كلمة الحق ولو كانت صعبة وان نعمل للحفاظ على مصالحه الوطنية حتى لو اقتضى ذلك اغلى التضحيات . نحن نشعر بهذه المسؤولية ايضا . هناك كثيرون ضحوا من اجل لبنان ، لكن نحن من الذين كانوا الاكثر تضحية من اجل لبنان ،وبالتالي حزب الله لا يمكنه ان يقدم هذه القافلة من الشهداء لتحرير لبنان من الاحتلال الاسرائلي ثم يترك لبنان في مهب الريح . قضية الكرامة والسيادة والاستقلال لا تتجزأ وحيث تكون معركة من هذا النوع واجبنا ان نكون .
ونحن عشنا التجربتين العمل في المقاومة والقتال مع اسرائيل أنظف واشرف واقدس واحسن للانسان ولاخلاقه ونفسيته من العمل السياسي الداخلي في لبنان للاسف الشديد والقائم في اغلب قواعده على الكذب والخيانة والغدر والألاعيب والاحتيال وهذا بالنسبة لنا صعب ولا نستطيع ممارسته .
بناء على هذا الإحساس بالمسؤولية دخلنا الى الحياة السياسية بقوة .وشعرنا بحجم المسؤوليات وبضخامة الدور الذي يمكن ان يلعبه حزب الله الذي كان خارج من كل اللعبة السياسية في البلد والصراعات السياسية في البلد . من اللحظة الاولى كانت اولوياتنا واضحة وثابتة تجنب لبنان أي فتنة داخلية تحدثها الاتهامات العشوائية بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري . مذكرا بالاتهامات التي صدرت لاحزاب وغير احزاب ومحاولة اتهام الشيعة بقتل الرئيس الحريري من اجل اثارة فنتة شيعية سنية .
ومن ثوابتنا تجنب قتال لبناني لبناني بناء على قاعدة طائفية او على قاعدة مذهبية بين السنة والشيعة والسنة والدروز . تجنب أي صراع لبناني فلسطيني لان هناك حديث يدور عن سلاح المخيمات والقواعد العسكرية الفلسطينية والسلاح الفلسطيني خارج المخيمات وهذا الامر يؤدي الى صدام ان لم يعالج بالطريقة المناسبة ويجب ان نعمل على ان نجنب لبنان أي صراع لبناني فلسطيني .وكذلك تجنب أي صدام لبناني سوري بسبب المناخات التي سادت الحادثة واتهام سوريا وتحميلها كامل المسؤولية . مع العلم انه كان هناك مناخ قاس جدا في لبنان لو سرنا معه كان لبنان باكمله يسير باتجاه العداء لسوريا . وهنا نسأل عند ذلك اين نعيش في ظل هذا الوضع سوريا عدو واسرائيل عدو وليست جارة كما اشتبه بعض النواب . وخصوصا ان كل هذا الصراع والاتهام مبني على اتهام سياسي وليس على ادلة قضائية او جنائية .
كنا قلقين على انهيار الدولة نتيجة التطورات الداخلية فكان من ثوابتنا الحفاظ على الدولة وعلى مؤسساتها الامنية والمدنية والعسكرية وخصوصا مؤسسة الجيش اللبناني التي تعرف قيادته موقفنا وكان رأينا وما زال ان مؤسسة الجيش اللبناني بالتحديد هي التي باتت تشكل الضامن الاساسي والمركزي للسلم الاهلي والامن والاستقرار والوحدة الوطنية وبقاء الدولة في لبنان ولذلك خلال العامين الماضيين كنا نحرص ان لا يجز الجيش اللبناني في الصراعات الداخلية ولو كان ذلك على حسابنا . ومن ثوابتنا والتي دخلنا على اساسها الحياة السياسية اللبنانية الانفتاح على الجميع وتجاوز كل صراعات الماضي وحساسياته . ومن ثوابتنا الدعوة الى الحوار والتلاقي واسترداد الحوار وكنا نؤكده دالئما , وحتى المقدس عندنا المقاومة ومستقبلها وسلاحها كنا جاهزين للجلوس على الطاولة وخوض الحوار في هذه المواضيع التي نعتبرها مقدسة . ومن ثوبتنا وخلفياتنا التي دفعتنا للدخول في الحياة السياسية العمل من اجل حماية المقاومة التي تحمي لبنان لان المقاومة كانت مستهدفة بوجودها وثقافتها وحتى باسمها .هذا اليوم اسمه عيد المقاومة والتحري لكن عند البعض من الناس اصبح اسمه عيد التحرير وياتي يوم يصبح الذي حرر لبنان هو المساعي السياسية ويصبح السيد عباس الموسوي وراغب حرب وبلال فحص وجميع الشهداء قطاع طرق . نصر على ان هذا العيد هو عيد المقاومة والتحرير .
وايضا العملي ان يكون لبنان للبنانيين وان لا يصبح خاضعا للادارة الامريكية ولا ساحة نفوذ وسيطرة لها ولمشاريعها . بهذه الخلفية دخل حزب الله الى الحياة السياسية بقوة لا طلبا في مقاعد نيابية اضافية .ولا طمعا بوزارات فضلا عن ان يكون هدفه السيطرة على الحكومةاو اقامة دولة ولية الفقيه كما يتحدث البعض .على هذه الخلفية عقدنا تحالفاتنا الانتخابية النيابية وكان التحالف الرباعي ضنا من بحسن نية ان هذا التحالف يحقق الاهداف التي ذكرتها ويجنبنا الفتن الطائفية والمذهبية والخ ... بهذه الخلفية شاركنا في حكومتي ميقاتي والسنيورة ، وذهبنا بجد ورجاء الى مؤتمر الحوار الوطني ورضينا ان نناقش كل شيء على طاولة الحوار ، وكشفنا اوراقنا يصدق وتحدثنا بوضح كيف نفكر في موضوع المقاومة وكشفنا استراتيجيتنا حتى نستطيع اقناع شركائنا في الوطن . ولكن كانت الامور تسير بشكل مختلف حين وجدنا ان الفريق الاخر ماض في التزاماته السياسية والامنية والاقتصادية والمالية .ووجدنا ان الفريق الاخر لا يريد ان يناقش مسألة نظام المحكمة الدولية بشكل علمي وموضوعي ويريد تهريبها بالسر واخر اخطاء هذا الفريق الرسالة الى مجلس الامن الذي يطلب فيها اقرار المحكمة تحت الفصل السابع بعيدا عن التوافق اللبناني الذي كان ممكنا ولا يزال بالرغم مواخطار هذه الخطوة . ووجدنا الفريق الاخر لا يريد مشاركة حقيقية .ويصر على تجاهل قوى سياسية اساسية في البلاد . بدأنا نشعر ان لبنان دخل في مأزق ومع ذلك حاولنا ان نعالج الامور على طاولة الحوار.؟
كانت عملية الاسر في 12 تموز وكانت الحرب الاسرائيلية على لبنان وعلى المقاومة وكلنا نعرف كيف تصرف كل فريق في الحرب . وانتهت الحرب بالانتصار الذي سميته تاريخيا واستراتيجيا والهيا ورأينا كل فريق كيف تصرف بعد الحرب سواء في موضوع الانتصار او في موضوع اعادة الاعمار ومساعدة المنكوبين . او في المسائل المصيرية التي تحتاج الى مشاركة وتوافق . انتهت الحرب .
وسأل سماحته ما هي الجريمة التي ارتكبناها ؟ هل مطالبتنا بحكومة وحدة وطنية جريمة .رغم كل ما قيل في الحرب ونحن سمعنا في بعض المقابلات الاخيرة بعض قادة الفريق الاخر انهم حزينين لاننا خوناهم . وقال سماحته انا اتحدى كل فريق 14 اذار او شباط ان ياتي خلال الحرب تصريح لي او لاي مسؤول من حزب الله خون احد في لبنان . بمعزل اذا كان هناك خونة او لم يكن . والكل يعرف ان خطابنا في الحرب كان خطاب تضامني . وحتى عندما تحدثت عن النقاط السبع كنا متفقين على ان نتحدث بخطاب تضامني . لكنكم كنتم طوال الحرب تتهموننا اننا ندمر البلد ليس من اجل الاسرى وانما من اجل تعطيل المحكمة الدولية وحفظا على سورية او من اجل تحسين الشروط في الملف النووي الايراني وهذه التهمة هي ابشع تهمة وهي ابشع من تهمة الخيانة . وسكتنا كل الحرب وبعد الحرب . واذكركم جيدا اننا دخلنا معكم في سجال سياسي بعد اللقاء الشهير لكم في البريستول .
وسأل ماذا قلنا نحن بعد الحرب : قلنا اننا نريد حكومة وحدة وطنية ؟ وعندما تحدثت عن حكومة الوحدة الوطنية وما تحدثت به من بعدها قلنا بمعزل عن الحرب وتقييمنا لها لا يوجد عندنا حل في لبنان الا حكومة وحدة وطنية . وعندما تحدثنا عن هذه الحكومة لم نكن نتحدث عن امتيازات لنا كنا نقول ان هناك قوى ثانية يجب ان تدخل في الحكومة .
وسأل سماحته بعد عشرة اشهر من انتهاء الحرب اين معالجة الوضع المعيشي اللبناني واين حل قضية الاعمار .؟ امام هذا المأزق السياسي قلنا لهم تعالوا نحتكم للشعب ونخضع كل شيء للاستفتاء حتى سلاح المقاومة نخضعه للاستفتاء لم يقبلوا .
عدنا وقلنا فلنذهب الى انتخابات نيابية مبكرة قالوا اننا نريد ان نقيم نظام شمولي دكتاتوري .
هذا المسار السياسي ادى الى خروجنا نحن وحركة امل وبعض الحلفاء وتحولنا الى معارضة .
واضاف اننا لا زلنا نتحرك على نفس المبادئ التي ذكرتها ولم يتغير شيء .لكن للاسف الشديد الفريق الاخر يسير دون أي ادراك واستيعاب المخاطر القائمة في البلد ولا يستوعب انه لا يستطيع الاستفراد بالبلد . انا ادعوا اللبنانيين والقيادات السياسية والروحية والنخب واللبنانيين جميعا ان نعمل مراجعة من العام 1975 حتى العام 2007 لا يستطيع أي فريق لبنان لوحده ان يفرض ارادته على كل اللبنانيين . حتى لو كان هناك توافق دولي اقليمي .
وقال : في العام 89 – 90 قال انه كان يواجه الامريكيين وكان يهددهم وهو اليوم معهم . ويقول لهم امريكا قوية في امريكا وهي اقوى منا في امريكا ولكنها اضعف منا على شواطئ الاوزاعي .
وسأل : ما الذي تغبر ؟ واجاب : لم يتغير شيء .هذا هو لبنالن الاستئثار يوصل الى هنا التفرد يوصل الى هنا ، تجاهل بقية الفئات اللبنانية والقوى السياسية اللبنانية يوصل الى هنا . العلة هنا وهنا الحل ،ودعا الى عدم تضييع الوقت واستهلاك واستنزاف الشعب اللبناني . الفريق الاخر ليس مدركا لهذا الامر .من خلال اصراره على طلب المحكمة الدولية تحت الفصل السابع من دون توافق لبناني .ومن خلال الاداء القائم في مسألة الاستحقاق الرئاسي .ومن خلال سلوك الفريق الحكومي الذي يجتمع وكأنه لا يوجد مشكلة في البلد . وحتى عندما كانت الاشتباكات في طرابلس كانوا جالسين ويعينون مدراء وموظفين في الحكومة .
في كل هذه الاجواء الصعبة والافاق المسدودة والمجهولة حصلت الاحداث الخطيرة جدا والمؤلمة في منطقة الشمال ،
واكد سماحته : اننا لن نتخلى مسؤولياتنا الوطنية في لبنان ومهما تحدثوا ومهما قالوا ومهما كتبوا وشتموا . ومهما استخدموا من وسائل اعلام محلية وعربية وعالمية هذا لم يفت من عضدنا ولا من ارادتنا بل يزيدنا ايمانا ويقينا بالواجب والحق الذي نؤديه ونقوم به . وما نقوم به هو استكمال لوظيفة المقاومة الجهادية لكن من الموقع السياسي وبنفس الصبر والصدق والتحمل والحرص والثقة باننا سنستطيع ان ننقض بلدنا .وسنبقى حريصين مع كل الوطنيين في لبنان على بذل الجهد والتضحية بكل شيء من اجل الحفاض على بلدنا واستقلاله وسيدته وحريته ووحدته وسلمه الاهلي ونحن لا نريد في هذا كله لا منصبا ولا مال ولامدحا وانما نؤدي واجبنا وقد علمتنا التجارب اننا اذا تعاونا وقمنا بواجبنا بصدق ستزول من امامنا كل العوائق ولا تبقى اية افاق مسدودة .
وفي العنوان الثالث : الاحداث في الشمال : في هذا الموضوع قال : هذا الموضوع ليس معزول عن المناخ العام ولا عن التجاذبات السياسية والاتهامات والمخاطر الامنية التي يواجهها لبنان في هذه المرحلة .
نحن في حزب الله كنا كبقية الناس سمعنا بما حصل صباحا وبدأنا نتابع الاحداث ،ونجمع المعلومات ونجري الاتصالات لنفهم ما يجري في طرابلس ومخيم نهر البارد ومحيطه ، نحن امام موضوع حساس جدا ومعقد وخطير ، ونأمل ان لا تبسط المسائل . الموضوع معقد وحساس ومتداخل. اليوم في هذا الموضوع يوجد رأي عام اسلامي ورأي عام مسيحي ويوجد حساسيات طائفية ومذهبية ويتداخل الموضوع اللبناني والفلسطيني والاقليمي والدولي والامريكي والحرب على الارهاب وسلاح المخيمات والتوطنين كل هذا يتداخل مع بعضه البعض . لا احد يقول ان الموضوع بسيط ويعالج بهذه البساطة . اليوم لبنان كله في مأزق جديد والكل يقول تعالوا لنرى كيف نتعاون لننقض بلدنا من هذا المأزق الجديد .
والبعض قال ان حزب الله تأخر في اصدار البيان ولا يتضمن ما يراه الاخرين .
واضاف : نحن لا نأخذ موقفا في حادث لا نعرف تفاصيله . ولا خلفياته .وخصوصا اذا كان الموقف يتوقف عليه مسؤوليات سياسية واخلاقية وانسانية ومسؤولية دماء واموال ومصير شعبين . وحادث خطير وصعب وله تداعياته الكثيرة . ولذا وجدنا ان الموضوع يحتاج الى تأمل وتريث وانتظار للمعطيات وحسم للموقف مع الاخذ بعين الاعتبار كل التعقيدات القائمة .
واكد سماحته : نحنا رؤيتنا ان الوضع يجب ان يعالج ضمن هذه الثوابت لكن المسارعة الى أي مغامرة خارج هذه الثوابت نكون نضيع البلد وبعضنا .
الجيش اللبناني اليوم هو الذي يحمل هم استقرار البلد وحامي الوحدة الوطنية ولولا الجيش لحدث في العامين تالماضيين اكثر من حرب اهلية وكثير من الاحداث كان لها تداعيات خطيرة جدا . يجب ان ننظر اليوم الى الجيش موالاة ومعارضة وبمعزل عن كل التجاذب السياسي في البلد الجيش يجب ان ننظر اليه انه المؤسة الوحيدة المتبقية القادرة على صون الامن والسلم الاهلي والوحدة الوطنية في لبنان . وبالتالي لا يجوز ان نفرط به . مع احترامي لكل الاجهزة الامنية في كل الاحوال القوى الامنية تستنجد بالجيش عندما تجد ان الامور بدأت تخرج عن السيطرة . المسألة تنتهي الى الجيش وعند الجيش . والحرص على الجيش اللبناني والحفاظ عليه والدفاع عنه هو لا يستهدف احدا .
ممن يتقاتل مع الجيش او يقاتله الجيش اليوم وانما يستهدف الحفاظ على وحدة وسلم واستقرار لبنان .
بناء عليه يوجد شيئين : اولا : الاعتداء على الجيش اللبناني ومواقع الجيش . والواضح ان الجيش كان خارج الصورة والواضح ان المجزرة التي حصلت في الجيش تدل على ان الجيش لم يكن جاهز والا لما كان سقط هذا العدد من صفوفه . أي اعتداء على الجيش والقوى الامنية اللبنانية او على الامن والاستقرار هو امر مدان من أي جهة صدرت .وهذا خط احمر يجب ان يلتزم به الجميع ولا يجوز ان يتسامح به احد .
والشيء الثاني : ان الحفاظ على هيبة الجيش هو جزء من الحفاظ على هذه المؤسسة ودورها ووظيفتها . ولذلك قلنا يجب ان نتحدث عن العلاج والحل مضيفا : انه لا احد يقول نريد ان نقوم بصلح عشائري نحن كبقية الاصوات اللبنانية نقول يجب ان تأخذ العدالة مجراها المتهمون بتفجير عين علق التي قضى فيها شهداء لبنانيون يجب ان تتوفر لهم محاكمة عادلة والذين اعتدوا على الجيش اللبناني والقوى الامنية يجب ان تتوفر لهم محاكمة عادلة ايضا .
موضوع مخيم نهر البارد : المدنيون الفلسطينيون الذين لا علاقة لهم في الاشكال بمعزل عن تقييمنا لمجموعة فتح الاسلام بقية الفلسطينيين من فصائل ومن مدنيين في مخيم نهر البارد والمخيم كمخيم هذا يجب ان يكون من الثوابت وخط احمر . واذا كنا عادلين ومنصفين وحريصين وبقية المدنيين اللبنانيين والفلسطينيين .
ولو افترضنا ان اجهزة الدولة تشن حملة على الارهاب هذا لا يجب ان لا يؤدي الى قتل الناس في الشارع . وتحدثت وسائل الاعلام عن مثل هذا القتل في طرابلس ، والتحقيق يبين ذلك .
اذا كنتم تعملون كدولة يجب ان تتصرفوا على اساس انكم دولة هناك مذكرة توقيف واعتقال ومراعاة عملية التوقيف ويجب ان يكون هناك محاكمة . يجب ان لا يكون الحرب على الارهاب بالطريقة البوشية " نسبة الى بوش" الامريكية أي يصبح هنا رجل الامن هو المدعي العام والقاضي والشاهد والمحامي والجلاد .هذا خطر ويهدد الامن والسلم في لبنان .
ودعا الى اخذ الوقت الكافي في موضوع معالجة ما حصل في المخيم .وما سمعناه في اليومين الماضيين عن اقتحام للمخيم سأل سماحته كيف يتم اقتحام المخيم وهناك 35 الف نسمة ويوج الكثيرين لا علاقة لهم بالمشكلة .
وقال اذا كنا نريد ان نعتقل مجموعة من المسلحين نقوم بالهجوم على 35 الف نسمة . المخيم من الناحية الانسانية والقانونية هو مثل أي بلدة لبنانية . وسأل اذا كان يوجد في بلدة لبنانية مجموعة مسلحة واردنا اعتقالها هل نشن هجوم على هذه البلدة ونعيث بها وتدمرها وتقتل من ليس له علاقة .
هؤلاء يعيشون احلام ومشاريع قديمة جاء من يريد احياؤها من جديد هذا شيء خطير جدا ويستدعي الكثير من الذكريات .الاليمة والقاسية والصعبة .
اقول بكل وضوح : الجيش خط احمر ولا يجوز المس به ومن قتل ضباط وعناصر الجيش يجب ان يحاكم ويتوفر له محاكمة عادلة ولا يجب ان يتسامح معه . لكن بنفس الوقت المخيم خط احمر .لا يمكن ان نقبل او نغطي ولا يمكن ان نكون شركاء في تغطية حرب مخيمات لا نعرف اين توصلنا . وفي النهاية الحرب حرب من ؟
لا نقاش في محاسبة من اعتدى وقتل . ولا احد يقول اننا لا نريد ان نحاسب لا احد يأخذنا الى مشاريع مشبوهة يمكن ان تفجر الوضع في لبنان ويمكن ان يحصل صراع لبناني فلسطيني .
وقال على من يتخذ قرار الدخول الى المخين ان يتحمل المسؤولية وانا اعتبر ان أي قرار بالدخول الى مخيم نهر البارد هو تضحية بالجيش اللبناني وبالشعب الفلسطيني . وبلبنان وهذا ليس دفاعا عن مجموعة فتح الاسلام . هناك من هو موجود في السلطة واجروا اتصالات مع فتح الاسلام وهناك من قدم لهم المال وقدم لهم تسهيلات نحن لا نعرفهم ولم نجري معهم أي اتصال ولا يعفوننا ولا علاقة بيننا وبينهم . وبمعزل عن موقفهم منا وموقفنا منهم . انا لا اريد ان ادخل في هذا الصراع ولا اريد ان اكون جزء من هذا الصراع ,لكن الدخول الى المخيم هذا الجيش اللبناني ضباطه وجنوده لا يتصرف احد وكانه " مخلفهم وناسيهم " هذه البقية الباقية في لبنان . القرار السياسي والمعالجة يجب ان تكون سياسية وامنية وقضائية تحفظ الجيش وهيبة الجيش وموقعية الجيش ودوره ولا تؤدي الى حرب مخيمات جديدة من هذا النوع .
بكل صراحة وبكل وضوح وبالتالي نحن دعونا منذ اليوم الاول دعوة جدية لوقف القتال .هذا الموضوع يجب ان يعالج ويجب ان يكون هناك اجراءات امنية معينة واجراءات سياسية معينة واجراءات قضائية ولكن حذار الذهاب الى الفتنة .
الحفاظ على هيبة الجيش ليس بان نجز بالجيش في معركة نعرف مخاطرها وتداعياتها .لا احد يقول غدا اننا ندافع عن فتح الاسلام انا ادافع عن الجيش وعن الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني .ويجب ان يكون هناك تحقيق ومعلرفة كيفية حصول الحادثة ومن اخذ القرار وهناك اسئلة كثيرة في البلد واذا كنا منصفين يجب ان يكون هناك لجنة تحقيق تدقق في هذا الموضوع وبطلب من حصلت المشكلة ولخدمة من ومن فتح المعركة حتى نعرف اهداف المعركة هذا كله اساسي .
ودعا الى التنبه للتدخل الامريكي التدخل الامريكي في هذه الحادثة اليوم اقام الامريكيون جسر جوي ارسلوا ذخائر الى الجيش بناء على طلب الرئيس السنيورة او غيره وهذا سوف يظهره الوقت . لكن هذا الشيء خطر .
وقال : في الحرب كل ما كنا نطلبه من الامريكيين ان تقف الحرب التي تشن علينا ولم نكن نطلب اسلحة ولا مساعدات ولا ذخائر لكن الولايات المتحدة رفضت ان تطلب من الاسرائيليين وقف الحرب بل طلبت مواصلة الحرب .
وسأل ما هذه الغيرة المفاجئة اليوم على الجيش اللبناني ؟ عندما كان يقصف ويقتل ضباطه وتدمر ثكناته لم نرى هذه الغيرة الامريكية هذا السؤال كبير برسم اللبنانيين والفلسطينيين واربعة عشر اذارو8 اذار .
وعاد سماحته مذكرا بخطابات الرئيس الامريكي جورج بوش وقال : عندما تحدث عن الحرب على العراق وليدحض منتقديه على الخسائر الذي يعاني منها الجيش الامريكي في العراق قال بوش مدافعا عن استراتيجيته في العراق :نحن عندما ذهبنا واحتلينا العراق اتينا بالقاعدة الى العراق حتى نقاتلها في هذا البلد ايهما افضل لنا ان نترك القاعدة تهاجمنا في عقر دارنا او ننشئ جبهة قتال ونواجهها في هذه الجبهة بقواتنا المسلحة " واعاده وردده جورج بوش اكثر من مرة ومناسبة . هنا يعترف بوش بان من احد اهدافه في العراق هو تصفية تنظيم القاعدة وجذب واستقطاب القاعدة وانصارها من كل انحاء العالم الى العراق . والذي يدفع الثمن هو الشعب العراقي بكل طوائفه ومدنه ومقدساته .
وسأل هل المطلوب تحويل لبنان ايضا الى ساحة قتال بين الامريكيين والقاعدة ؟
نحن في قضية واضحة وفيها بيان وزاري مشيرا الى قصة المقاومة ومزارع شبعا والاسرى ونجد من يقول ان معركتنا ايرانية سورية . وعاد وسأل : هل تريدون خوض حرب الاخرين على ارض لبنان ؟هل نحن معنيين في فتح صراع مع القاعدة في لبنان وبالتالي هذا الصراع يؤدي الى استقطاب عناصر ومقاتلين من القاعدة من كل انحاء العالم الى لبنان .
وقال تبدأ قاعدة لكن من يعرف اين ننتهي واين نصبح . وحذر قائلا : هذا الخطر هو جدي ويجب ان يؤخذ بعين الاعتبار .
اليوم لبنان امام مرحلة صعبة وخطيرة جدا لا احد يستطيع ان يختبأ خلف اصبعه ويقول لا يوجد شيء .هل حقيقة نحن مضطرين لمثل هذا العمل وما هي المصلحة والنتيجة المرجوة من هكذا عمل ، هذا للنقاش وليس للاتهام .
ما حدث في الشمال يمكن ان يعالج سياسيا وامنيا وقضائيا بما يحفظ الجيش والاخوة الفلسطينيين والدولة والسلم الاهلي والاستقرار دون ان نحول لبنان الى ساحة معركة نخوضها نيابة عن الامريكيين مع القاعدة وتنظيماتها بعناوين مختلفة .
اما الحل بعدم الاستئثار من قبل القوى السياسية ،لا احد في لبنان يستطيع الغاء احد وهناك تيارات اساسية في لبنان وطوائف اساسية وغير اساسية كل الطوائف في لبنان اساسية الكبيرة والمتوسطة والصغيرة .لا احد يستطيع ان يلغي احد القرار الشجاع اليوم هو ان يتم تأليف حكومة انقاض وهلينا ان لا نتجاهل احد في هذه الحكومة وانا هنا لا اتحدث عن تمثيل ونسب تمثيل تعالوا نقيم حكومة انقاض فيها شراكة حقيقية ليست شكلية وضمن هذه الحكومة ننقاش كل القضايا . المنطق يقول اننا في وضع طارئ فلنشكل حكومة طوارئ التي تتمثل فيها كل القوى السياسية الاساسية في البلد وهي تصبح طاولة الحوار الوطني الدائمة . وكل ما اقر على طاولة الحوار تقوم هذه الحكومة بوضع اليات تنفيذ ثم يتم اقراره ويعمل على تنفيذه .
اما اذا كان من احد يريد ان يتفرد بالسلطة وبشكل غير دستوري ويكمل ويخوض حروب وكان يأشكل علينا في عملية الاسر ويتهمنا باننا لم نتشاور مع احد في الموضوع . ونحن نسأل انتم من شاورتم والى اين تأخذون البلد . دائما تسألوننا الى اين . نحن اليوم جاء دورنا لنسألكم الى اين تاخذون البلد .
الحل هو في تشكيل هذه الحكومة وبذلك نستطيع ان نحافظ على مكتسبات المقاومة والتحرير ونحافظ على سيادة بلدنا وحيته واستقلاله ونصحح المسار السياسي ونتعاون مع بعضنا البعض ونتجنب أي صراع طائفي او مذهبي واي صرع لبناني فلسطيني وغيره من الصراعات . ونعيد الامور الى نصابها . ونحن نملك شجاعة اخذ القرار الشجاع .